مقال

الدكروري يكتب عن الغريق والمطعون 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الغريق والمطعون

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

 

إن من الشهداء الذي أشار إليهم النبي الكريم صلي الله عليه وسلم هو الغريق والمبطون وصاحب الهدام وصاحب ذات الجنب، فأما عن الغريق، فإذا سافر الشخص في البحر، سفرا مباحا، أو سفر طاعة، ثم هاج البحر، فغرق فإنه يكون شهيدا، وكذلك المائد في البحر، وهو الذي يصيبه القيء الشديد، أو يصاب بدوار البحر بسبب اضطراب السفينة بالأمواج فيسقط، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم “المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد”رواه أبو داود، وكذلك من شرق وهو يشرب فمات فإنه يعد غريقا، أما لو ركب البحر عاصيا لأبويه، أو أحدهما، أو قاصدا سرقة، أو قتلا أو غير ذلك من المعاصي فغرق فإنه لا يكون شهيدا، بل هو عاص بحسب نيته، وأما عن المطعون وهو الذي يطعن بالرمح مثلا.

 

فيموت من تلك الطعنة، فهو شهيد، وأما عن صاحب الهدم، وهو من مات تحت الهدم، فإنه شهيد، وأما عن صاحب ذات الجنب، وذات الجنب هو دمل أو خراج كبير يظهر في باطن الجنب، وينفجر إلى الداخل، قلما يسلم صاحبها، وذو الجنب هو الذي يشتكي جنبه بسبب ذلك الدمل، أو الخارج وهو يسمى”دبيلة” وأما عن صاحب الحريق، وفي رواية والحرق شهيد، ويعني أن المسلم إذا مات محترقا بالنار، غير منتحر، فإنه يكون شهيدا ولو أحرقته نار قنبلة أو سوائل كيميائية، أو غازات، أو نحوها من الأسلحة الحديثة، فإنه شهيد كذلك، وأما عن المرأة تموت بجمع وهي التي تموت بالنفاس، وولدها في بطنها، فقيل هى التي تموت بالنفاس، سواء ألقت ما في بطنها، أو لا، وقيل هى التي تموت عذراء، لم يمسها الرجال.

 

وقيل هى التي تموت قبل أن تحيض، وإن الصحيح هو الأول وهو يؤيده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة” رواه أحمد، وهذا مقيد بإذا كان النفاس من نكاح شرعي، وأما عن المقتول دون ماله، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال صلى الله عليه وسلم “فلا تعطه مالك” قال أرأيت إن قاتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم “قاتله” قال أرأيت إن قتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم “فأنت شهيد” قال أرأيت إن قتلته؟ قال صلى الله عليه وسلم “هو في النار” رواه مسلم، وفي رواية أخرى قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “يا رسول الله أرأيت إن عدي على مالي.

 

قال فانشد بالله قال فإن أبوا علي قال فانشد بالله قال فإن أبوا علي قال فانشد بالله قال فإن أبوا علي قال فقاتل فإن قتلت ففي الجنة وإن قتلت ففي النار” رواه النسائي، ويبين هذا الحديث حكم الصائل الذي يريد أخذ مال الرجل بالقوة والغلبةن فأمر صاحب المال أن يناشده الله تعالى، ويستحلفه به، ثلاث مرات فإن أبى لرابع مرة وأصر على أخذ ماله، قاتله ودافع عن حقه، فإن قتله الصائل، كان شهيدا ودخل الجنة، لأنه قتل، وهو يدافع عن حقه، وإن قتل هو الصائل، دخل النار لأنه ظالم متعد، يريد أخذ مال الناس بغير حق، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “من قتل دون ماله فهو شهيد” رواه البخاري، وأما عن المقتول دون مظلمته، فعن سويد بن مقرن رضي الله عنه، قال.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قتل دون مظلمته فهو شهيد”رواه النسائى، ومعنى مظلمة بفتح الميم واللام، هو ما أخذ من الشخص ظلمًا، كأرض أو بهيمة، أو ثياب، وما أشبه ذلك، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من مسلم يظلم بمظلمة فيقاتل فيقتل إلا قتل شهيدا” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى