مقال

اجعل الله صاحبا لك

جريدة الاضواء

اجعل الله صاحبا لك

بقلم /هاجر الرفاعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم وصلاة وسلاما على النبي الكريم عليه وعلي الانبياء المرسلين افضل الصلاة وأتم التسليم.. إننا يا عباد الله نبدأ بتوفيق من الله يحالفنا مقالنا الذي هو عن السر في رغد العيش وسعاده الدنيا والفوز بنعيم الاخره “اجعل الله صاحبا لك ” إننا يا عباد الله اذا اتخذنا المولى صاحبنا ورفيقنا وحبيبنا تمتعنا برغد العيش والسعادة وراحة وسلامة القلب لأن اذا احب الله عبدا شرح صدره وأنار فؤاده وجعل الجنة مسكنه وهنائه وبجوار الهادي منامه..

 

فمن من الخلق اجمع يغنينا عن ذو الجلال والإكرام وصحبة نبيه العدنان!!!! فهو الذي خلقنا وأحيانا ثم يميتنا ثم يحيينا ثم اليه المرجع والمصير.. فمن أراد شرف الصحبة فالله يكفيه، ومن اراد أنيسا فالمولى اصدق رفيق، ومن اراد التمتع برغد العيش فالله يغنيه، ومن اراد ان يكون مسكنه بجوار الهادي فالله هو القادر، ومن اراد الرضا والحب فعليه بالمبادره الفوريه باللجوء الى الله واتخاذه هو الحبيب وهو السند وهو الصاحب والصديق ..

 

وإن المؤمن ينبغي أن يكون الهدف الأكبر عنده في هذه الحياة، كيف يغادرها والله راض عنه؟ كيف يغادرها حينما يحل أجله وهو قريب من ربه سليم القلب من الغواية والشرك والبدعة والضلالة، سليم اليد واللسان من التسلط على الناس، وأخذ حقوقهم، والبغي عليهم؟ فالمؤمن من سلم المسلمون من لسانه ويده، إن الله جل وعلا قد أبدى وأعاد في شأن هذه الغواية والخطط التي يَحيكها الشيطان، ونصوص القرآن والسنة حافلة ببيان هذا الأمر، وتأملوا في واحدة من الصور والوقائع التي يعقد لها الشيطان اجتماعه اليومي مع أوليائه.

 

وقد تقدم أن الشيطان له من الأولياء والأعوان والوكلاء مَن هم من بني الإنسان، وهكذا له أيضا من جنسه من بني الشيطان، إن الشيطان ليعقد كل يوم اجتماعا بكبار أوليائه وأعوانه وقد حدثنا بهذا الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد جاء في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال: “إن إبليس يعقد عرشه على الماء يعني: في البحر مع أعوانه، فيسأل أحدهم: ماذا صنعت؟ قال: ما تركته حتى شرِب الخمر، قال: ما فعلت شيئًا، غدا يتوب ويرجع، ويسأل الآخر، فيخبره بغواية فعلها مع بني آدم، فيقول: ما صنعت شيئا.

 

فهو يريد أن يكون الإضلال أكبر من ذلك، حتى يقول أحدهم: ما تركته حتى فرّقت بينه وبين زوجه، فيقول: أنت، أنت، ويحتضنه ويُقرّبه إليه لأن الطلاق في قاموس الشيطان هدف كبير، لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة، وشناعات كثيرة في فرقة الأحباب، وحصول العداوات، وانحراف الأولاد في كثير من الأحيان، فالشيطان يعقد هذه الاجتماعات ولا يزال يتابع، حتى إنه ليحرص على الإنسان، وبخاصة في آخر لحظات حياته.

 

وإن من علامات محبة العبد لله بغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال والأقوال، والمؤمن يبغض ما يبغضه الله ويبغض من يبغضه الله، مستجيبا لأمر الله، وقد جعل الله من المنن على عباده أن حببهم في الإيمان، وكرههم في العصيان، وقد قيل من أحبب الله حبب الله اليه كل مستحب وكل جميل.. فاللهم حبگ وحب من يحبگ وحب كل عمل يقربنا الى حبك والشرف بصحبتك وبرفقة نبيك ياارب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى