مقال

الدكروري يكتب عن الإيمان يعصم صاحبه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإيمان يعصم صاحبه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن القلوب الحية تتأثر بالمواعظ القرآنية، وتوجل من النذر الربانية، وأصحابها يعظمون الله تعالى، ويقرون بنعمه عليهم، ويعترفون بتقصيرهم في حقه سبحانه وتعالى، أما القلوب الميتة التي انطمست بالشبهات، أو صدأت بالشهوات، فلا تتأثر بالمواعظ، ولا تعتبر بالآيات، ولا تخاف الوعيد، حتى يبغت العذاب أصحابها وهم في غفلتهم، ومن قرأ القرآن وجد أنه وعد ووعيد، وترغيب وترهيب، وموعظة وتذكير، قص الله تعالى فيه أحوال السابقين وما حلّ بهم من أنواع العذاب الأليم ليحذر الناس أعمالهم، ويجانبوا طريقهم، فينجوا من أسباب هلاكهم، وأن الإيمان يعصم صاحبه من ارتكاب الموبقات، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبه، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن” كما أن المؤمن الحقيقي ينزه نفسه، عن كل ما يؤذي مشاعر الناس كالسخرية والاستهزاء وسوء الظن، ومن ثمرات الإيمان هو التأييد والنصر من الله تعالى، فالإيمان الصادق يجعل العبد في معية الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الحق سبحانه ” وأن الله مع المؤمنين” والمعية هنا تقتضي النصر والعون والتأييد، وأما معيته الخاصة فهو مع المؤمنين بنصره وتأييده كما قال لموسى وهارون عليهما السلام ” إنني معكما اسمع وأري” وهو مع المتقين، ومع المحسنين، ومع الصابرين، فمن يتق الله يكن معه.

 

ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وقال بعض السلف لأخيه “إن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن ترجو؟” وهذه هي المعية التي يدافع الله بها عن المؤمنين، وهي المعية التي كان الله بها مع نبيه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه في الغار ” يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ” لا تحزن إن الله معنا، وهي معية النصرة والتأييد، مؤنسة مطمئنة، مذهبة للخوف، والوجل، والرعب، والمعية الخاصة هي التي يطمئن بها المؤمنون، ويزدادون عملاً بأن الله لا يتخلى عنهم، فكم فكت من أسير للهوى قد ضاع، وأيقظت من غافل قد التحف بلحاف الشهوة فماع، وكم من عاق لوالديه ردته عن معصيته.

 

وكم من عابد لله بكى لما استشعر معيته، وكم من مسافر رافقته، وكم من الناس الذين هم مع ربهم والله معهم، ومن ثمرات الإيمان هو محبة الله لعبده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل عليه السلام، فقال إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض” ومعنى إذا أحب الله تعالى العبد هذا كما سبق فيه إثبات صفة المحبة لله تبارك وتعالى، وأن الله يحب كما أنه يُحب، فالله يحب بعض الأعمال، وكما أنه يحب بعض عباده المؤمنين محبة تليق بجلاله وعظمته، ليس كمحبة المخلوقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى