مقال

الدكروري يكتب عن من أهمل تعليم ولده ما ينفعه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن من أهمل تعليم ولده ما ينفعه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا، وقد ذكر أهل العلم القدر الواجب في تربية الأولاد وتأديبهم، حتى يعرف أولياء أمورهم ما يجب عليهم من ذلك، ويتبين لهم إن كانوا مقصرين أم لا، فالواقع أن عوامل ومدارس التربية كثيرة، فالبيت أساس التربية، والمدرسة والجامعة لها دور آخر كبير الأثر، والمساجد لها دور عقدى إيماني واضح، لكن الإشكال أن هذه المدارس الثلاثة الكبرى للتربية كانت محورا أساسا فى هذا الباب إلى عهد قريب منا.

 

لكننا اليوم أصبحنا نرى خلطا وتشويشا في توجهات الأجيال المسلمة الناشئة وذلك لوجود عدد من الوسائل الأخرى والتى تشارك وبقوة وتأثير في مهمة التربية، ومن أهمها وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمقروءة، على حد سواء، والتي بدورها تسهم فى تشكيل العقل والفكر والسلوك، وتشاركهم طريقة مطعمهم وملبسهم، حتى تسريحة شعرهم، ولون حذائهم، ولقد أصبح لهذه الوسائل جاذبية كبيرة في استقطاب نظر الناشئة، وطبقات الشباب والفتيات، والواقع الذى لا محيد منه أن معظم القائمين عليها إلا من رحم الله لا يرقبون فى شباب الأمة إلا ولا ذمة، ولا يحملون الأمانة بصدق وحكمة، فأفسدوا كثيرا بما يقدمون للأجيال.

 

من البرامج الغنائية الساقطة، والثقافية التافهة، والمسرحية والدرامية الهزيلة، إلى جانب ذلك الركام من الأفلام والمسلسلات، والتي تجمع في أهدافها هدم القيم والأخلاق الثابتة من شعائر الإسلام وشرائعه، وتميع الهوية المسلمة فى قلوب أبنائنا، وتذوبهم فى المد الغربى والعلمانى الجارف، بعيدا عن وحى الله تعالى ومنهجه، وتحثهم على قتل قيم الحياء والأدب فى نفوسهم، وتحثهم على الوقوع فى الفواحش والرذيلة، والمعاصى والمنكرات، كما تغريهم وتعلمهم وسائل الانحراف، وتناول المسكرات والمخدرات، إضافة إلى الانحراف العقدى والفكرى، وكما لا ننسى دور المجلات والدوريات التي تأخذ حيزا كبيرا.

 

من أوقات الشباب والفتيات، في مطالعة قَصص الحب والغرام والهيام، وأخبار اللاعبين والفنانين والمطربين، الذين سرقوا أوقات وعقول هذه الأمة، وسرقوا أموالها وثرواتها تحت مسمى رسالة الفن والإبداع، وكما لا ننسى أيضا بعض التوجهات المشبوهة فى التعليم تلك التى تطمس نور الإيمان والعقيدة فى قلوب الأجيال، وتزور بعضا من حقائق التاريخ الإسلامى والإنسانى، فإن الأسرة المسلمة هى المسؤول الأول عن التربية فكل هذه الوسائل وغيرها تشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أن الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها.

 

مهما تعددت مدارس التربية، لماذا؟ لأن هذه الوسائل مهما كثر خطرها، وامتد ضررها، فبالإمكان تضييق الخناق عليها، ورد الباطل منها، وإضعاف تأثيرها، وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربوية صحيحة، تغرس فيها القيم، وتعلم فيها أصول الإسلام وعقائده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى