مقال

الدكروري يكتب عن إتقان العمل وزيادة الإنتاج

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إتقان العمل وزيادة الإنتاج

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الإسلام يدعو إلى إتقان العمل وزيادة الإنتاج، ويعد ذلك أمانة ومسؤولية، فليس المطلوب في الإسلام مجرد القيام بالعمل، بل لا بد من الإحسان والإجادة فيه وأدائه بمهارة وإحكام، ولقد عانى النبى صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير فى نشر الدعوه الى الله والى إعلاء كلمة التوحيد ولقد لاقى من العذاب الكثير والكثير ورأى صلى الله عليه وسلم أصحابه يتعذبون ويقتلون أمام عينه ولكن قد بشّرنا النبي صلى الله عليه وسلم بانتِصار الإسلام وظهوره مهما تكالبت عليه الأعداء، وتألبت عليه الخصوم، فعن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

 

“ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يُعز الله به الإسلام، وذلا يُذل الله به الكفر” وإذا أردنا أن نصلح المجتمع، فإن علينا أن نعلم أن أي واقع لن يخلو من عناصر إيجابية وأخرى سلبية، ومهمة المصلح هو أنها لا تبدأ من الصفر، بل هي تنبيه الناس إلى الإيجابيات الموجودة بينهم وتقويتها، وتقليل السلبيات ومُحاصرتها، أي أن نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم، والقرآن الكريم له منهج رائع، وهو أنه يبدأ بذكر الإيجابيات ويؤخر ذكر السلبيات، حتى وإن كانت الإيجابيات قليلة والسلبيات هي الغالبة، فحين تحدث عن أهل الكتاب.

 

ونحن نعلم أن أكثرهم ضلوا الطريق فقد بدأ بذكر القلة التي ظلت ثابتة على إيمانها إن القسوة والجفاء والغلظة طبع سيئ يُنكره الإسلام وينهى عنه لأنه جفاف في النفس لا يرتبط بمنطق ولا عدالة، وأما الرفق والرحمة فهما من دلائل الإيمان والتقوى، كما أن الرحمة صفة من صفات الفعل لله تعالى وقد جعل منها جزءا يتراحم الخلق بها فيما بينهم، وإن البشاشة وطلاقة الوجه عند لقائهم وطيب الكلام معهم، فهذا الخلق الكريم مصدر عظيم للنجاح في العمل، وسبب في تكوين مجتمع راقٍ متحاب متكافل ولذا عني به المربون المصلحون، ودعا إليه القرآن الكريم، وكما دعت إليه السنة النبوية، الإحسان إليهم.

 

وذلك بتقديم المشورة والنصح لهم في كل أمر يخص معاملاتهم، واختيار أفضل الخيارات المتاحة لهم، وسرعة إنجاز أمورهم ومعاملاتهم، والمبادرة إلى تقديم كل خدمة ممكنة لهم، واحتمال الأذى، والعفو والصفح عمن أخطأ منهم، فالعامل يمر عليه غالبا فئات شتى من المراجعين، منهم المتعلم والجاهل، ومنهم الكبير الناضج والصغير الطائش، ومنهم الكريم واللئيم، فعليه أن يوطن نفسه على احتمال الأذى منهم في أدائه عملَه، والحلم عليهم، والعفو والصفح عمن قد يصدر منه شيء من الطيش والسفه أو السلوك الخاطئ وذلك امتثالا لأمر الله عز وجل بهذا، واحتسابا للأجر العظيم عنده سبحانه يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى