مقال

الدكروري يكتب عن إيمان ابو بكر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إيمان ابو بكر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الابتلاء في حقيقته هو أداة للتطهير والتهذيب من الذنوب والمعاصي، وإن الشعور بلذة العبادة، والمبادرة إليها من أعظم العبادات والطاعات فمن أحب الله أسرع في أداء ما يحقق رضاه، ومن أحب الله أنس في عبادته، وقيل ذهب ابو بكرالصديق وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما ذات يوم لزيارة الرسول صلي الله عليه وسلم في بيته، وعندما وصلا الى الباب، قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه تقدم يا علي، فقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكيف اتقدم عليك يا ابا بكر وقد قال فيك الرسول صلى الله عليه وسلم “ما طلعت الشمس و لا غربت على رجل افضل من ابي بكر” فقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه.

 

وكيف اتقدم عليك يا علي وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم “زوجت خير النساء لخير الرجال زوجت فاطمة لعلي” فقال علي رضي الله عنه، و كيف اتقدم عليك يا ابا بكر وقد قال فيك الرسول صلى الله عليه وسلم “لو وزن ايمان الامة بإيمان ابو بكر لرجح إيمان ابو بكر” فقال ابو بكر رضي الله عنه و كيف اتقدم عليك يا علي وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم “يحشر علي بن ابي طالب مع فاطمة والحسن والحسين راكبين يوم القيامة فيشير الناس الى علي في الموقف ويقولون من هذا النبي فيقال لهم ما هو بنبي وانما هو علي بن ابي طالب، فقال علي رضي الله عنه و كيف اتقدم عليك يا ابا بكر.

 

وقد قال فيك الرسول صلي الله عليه وسلم “لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت ابا بكر خليلا” فقال ابو بكر رضي الله عنه و كيف اتقدم عليك يا علي وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم “اني مع علي يوم القيامة فبقول الله لي يا حبيبي لقد اخترت لك ابراهيم خير والد واخترت لك عليا خير أخ و صديق” فقال علي رضي الله عنه وكيف اتقدم عليك يا ابا بكر و قد قال فيك مولانا عز و جل “و الذي جاء بالصدق و صدق به أولئك هم المتقون” فقال ابو بكر رضي الله عنه، وكيف اتقدم عليك يا علي وقد قال فيك مولانا عز وجل ” ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله و الله رؤوف بالعباد” وبينما هما يتجاذبان اطراف الحديث.

 

اذا بالامين جبريل عليه السلام يهبط على رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ ويقول له يا رسول الله ان ابا بكر وعليا واقفان ببابك فقم اليهم” فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهما و جعل ابا بكر رضي الله عنه عن يمينه وعليا رضي الله عنه من الجهة الاخرى ودخل بهما الى بيته وقال لهما “هكذا نحشر يوم القيامة” وعن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء رضي الله عنه، فقال يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين؟ قال البراء وأنا أسمع أما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُولي يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلما غشيه المشركون نزل، فجعل يقول “أنا النبي لا كَذب، أنا ابن عبدالمطلب”

 

وكذلك فهناك الآثار التي تدل على شهامة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعن عبدالرحمن بن عوف قال إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه يا عم، أرني أبا جهل، فقلت يا بن أخي، وما تصنع به؟ قال عاهدت الله إن رأيته أن أقتله، أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله، فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء” وقال ابن حجر، قوله الصقرين، شبههما به لما اشتهر عنه من الشجاعة، والشهامة، والإقدام على الصيد، ولأنه إذا تشبث بشيء لم يفارقه حتى يأخذه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى