غير مصنف

الرضا بقضاء الله وقدره

جريدة الاضواء

الرضا بقضاء الله وقدره

 

بقلم/السيد شحاتة

 

إن من أسباب السعادة الدنيوية فضلا عما له من عظيم الأجر والثواب هو الرضا بالمقسوم بما قدره الله تعالى فالدنيا ما إكتملت لأحد من البشر

 

فبعض الناس من يبتلي في صحته وآخر في أولاده وثالث في ماله وهكذا في باقي النعم التي انعم الله بها علينا

 

فالأولي لمن يبتلي في شئ أن ينظر إلي من هو أقل منه في عطاء الله ولا ينظر لمن هو خير منه لمن أجزل الله لهم من النعم فالجميع في امتحان صعب أمام الله فالسعادة ليست مقترنة بالمال أو المنصب أو الصحة أو الاولاد ولكنها تكمن في الرضا والقناعة

 

ويجب على كل منا أن يعلم علم اليقين أن الرضا بقضاء الله وقدره واجب عليه شرعا بل من دعائم الايمان بالله ولابد وأن نعلم أن قضاء الله نافذ مهما فعلت ولاتعلم حكمتة تعالي فقد يكون وراء بلاؤك منحة إلهية لاتدركها

 

وقد أوصانا رسولنا الكريم في مواضع كثيرة فإرض بما قسمه الله تكن أغني الناس حيث أن الرضا بقضاء الله وقدره هي عبادة قلبية خالصه تتمثل في الإذعان الكامل لله وحده في النعمه والبلاء

 

بل هي الحصن الحصين الذي يحمي المسلم من تقلبات الزمن بل هو البستان المظلل الذي تلجأ إليه من هجير الدنيا ولكن ليس معني ذلك أن نستسلم للواقع بل علينا السعي والأخذ بالاسباب لأن في إستسلامك وتواكلك يعني إنهزامك

 

وليس هناك ما يمنع من أن تسعي إلي تحسين وضعك وليس هذا إعتراضا أو عدم رضا فالإنسان مطالب بالسعي قال تعالي (فإمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)

 

ولتعلم أيها الإنسان أن ربك لم يخلقك ليشقيك بل يختبرك فإن رضيت وشكرت نلت الثواب العظيم وأمطر الله عليك بنعماته وإن جزعت وتذمرت فأنت الخاسر فكل إبتلاء من الله هو رحمه منه

 

فكم من أشياء تمنيناها ودعينا الله لتحقيقها وعندما تتحقق نشعر بسوء اختيارنا بل قد تكون سببا من أسباب الشقاء والحزن

 

فلا تحزن لحلم لم يتحقق ولا لفراق عزيز لن تراه مرة أخرى حيث أن تعويض الله قد يكون بفرحة تبكي لها من السعادة

 

واخيرا من تكون أنت أيها الإنسان ومن أنت فإننا لن نصل الي مرحلة الأنبياء والمرسلين وقد فضل الله بعضهم علي بعض درجات فلا تتذمر

 

ولتعلم جميعا أن في اللوح المحفوظ كتب الله لكل إنسان من عباده رزقه وماله وولده وسعيد ام شقي ولن يموت عبد من عباد الله حتي يوفي بكل ما كتبه الله له أو عليه فإن الي نفسك وتصالح معها

 

فالرضا هو أشد ما يختبر فيه المرء

وأقوى معتركات حياته في حرمانه مما تمنى

فيما وقع من أقدارٍ خالفت توقعاته في كل موقف وضِع به ويعارض هواه ويحاول مجاهدة حياته ويروضها حتى يلين ويهدأ ويقنع

فيتمم إيمانه بيقينٍ أن ما قضي له هو الخير حتى لو لم يظهر الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى