مقال

الدكروري يكتب عن الإنس و الجن 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإنس و الجن

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

إن تسبيح المتيقظين هو اقتران التسبيح اللساني بالتأمل والتفكر والاعتبار، فهو تسبيح نتاج ثمرة الفكرة الذي يقود إلى تعظيم الخالق، وإن أكثر الناس إلا ما رحم الله تعالي قد أصبحت عباداتهم عادات، ولكن أرباب اليقظة فعاداتهم عبادة حقيقية، فإن الغافل يقول سبحان الله عادة، والمتيقظ لا يزال فكره في عجائب المخلوقات أو في عظمة الخالق، فيحركه الفكر في ذلك فيقول سبحان الله، وإن هذا التسبيح هو ثمرة الفكر، فهذا تسبيح المتيقظين، ولكن هناك طائفة يمكن تسميتها بالمعطلة وهي التي تعطل الجوارح والحواس التي من خلالها يتحقق الاعتبار عن القيام بوظيفتها، وقال العلامة ابن كثير رحمه الله ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سببا للهداية.

 

وإن العبد الكافر أو الفاسق إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له.

 

ولقد خلق الله سبحانه وتعالي الجن وأمرهم بعبادته كما قال عز وجل ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” وهم طوائف كما هو موجود في بني آدم سواء بسواء، ولقد بعث الله عز وجل إليهم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لإن الجن على مذاهب شتى، فمنهم المسلم ومنهم المشرك، ومنهم النصراني ومنهم السني ومنهم البدعي، وكل نوع من الجن يميل إلى نظيره من الإنس، فالمسلمون مع المسلمين واليهود مع اليهود، والنصارى مع النصارى، والفساق مع الفساق، وأهل الجهل والبدع مع أهل الجهل والبدع، ووجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها، ومما يدل على وجودهم ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

 

“إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوّذوا بالله منهن، فإنهن يرين مالا ترون” وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل فإذا ثوّب بالصلاة أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه فيقول اذكر كذا، اذكر كذا لِما لم يكن يذكر، حتى يضل الرجل لم يدري كم صلى” وأن الله تعالى كرم آدم عليه السلام وفي تكريمه تكريم لذريتة، فقال تعالى ”

 

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” ولم يثبت مثل هذا التكريم للجن لا في الكتاب ولا في السنة فتبين بذلك أن الإنسان أشرف من الجن ولكن الذي يجعل الجن يطغون ويتعاظمون ويؤذون هو استعاذة الإنسان بهم وتعظيمه لهم وإكبارهم فيزدادون طغيانا، فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء في سورة الجن “وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا” أي طغيانا وعلى هذا فلا سلطان للجن أي الكفار منهم والشياطين، ولا قوة لهم على الإنسان إلا إذا كان ضعيف الإيمان أو غافلا عن ربه وذكره سبحانه وبذلك يكون عرضه لعبث الشياطين به، وقال تعالى كما جاء في سورة النحل “إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى