مقال

تقوقعت الأمة على نفسها و إنشغلت بالخلاف الدينى فقط

جريدة الاضواء

تقوقعت الأمة على نفسها و إنشغلت بالخلاف الدينى فقط

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

• لن أدعوا إلى جلد الذات بل من الضرورى أن نكون منصفين لضمائرنا وواقعنا العجيب الغريب المزرى . هل من إستفاقة والشعور بالكارثة التى نعيشها داعاة الدين والتدين نحن لا نفعل سوى الكلام عن أمجاد الماضى و الأجداد والتلاسن الدينى المظهرى دون تنفيذ جوهر الدين لتيسير حياتنا وأن نصبح أمة قوية إقتصاديا و دينياً وليس قوية فى مناقشات دينية وخلافات فلسفية. فأول أمر من المولى لسيد الخلق هى «إقرأ» التعليم ثم التعليم .

 

• في اليابان و فرنساوسويسرا و ألمانياوكوريا الجنوبيةو السويد و النرويج و الدنمارك..إلخ من البلدان المتطوّرة..

فهم بالنسبة للكثيرين ليسوا من الفرقة الناجية.. ولايصومون صيامنا.. ولايصلّون صلاتنا.. ولايقومون بشعائر كشعائرنا.. ولايعتبرون أنفسهم خير أمّة.. ولايتبعون عمراً ولاعليّ.. والجميع وقف بوجه هتلر عندما أعتبر نفسه أنّه العرق المتفوّق وهزموه..

 

• ونحنُ هنا الذين لاحديث لنا إلا الكلام بالدين ولباس الدين والسَلَف الصالح.. ولباسهم وأكلهم وشربهم وعاداتهم وذقونهم وشواربهم وشعرهم ولون صباغ شعرهم وأحاديثهم..إلخ…!!!!!..غرقنا بهذه التفاصيل وإختلفنا عليها حتى أصبحنا عشرات الطوائف التي تكره بعضها وتتحارب مع بعضها وتُكفِّر بعضها.. ولم ينسوا تكفير الآخرين الذين إعتبروهم مغضوب عليهم.. وضالّين..

 

• بالنتيجة هانحن نعيش على علومهم وأدويتهم وهندستهم وطبابتهم وآدابهم.. حتّى الشهادات العليا باللغة العربية والشريعة كنّا نتحصّل عليها من عندهم..نعم هم كانوا يعطونا دكتوراة باللغة العربية..وبتاريخنا..وديننا.. وتراثنا ولغاتنا القديمة..إلخ..

السيارات ؛الطائرات؛ القطارات الموتورات؛ .. وحتّى البسكليتات من عندهم..

لن أتطرّق للكهرباء التي إخترعوها لأنّنا بجهلنا وتخلّفنا وفسادنا لم نعد نراها..الإنترنت.. التلفاز.. الراديو.. الهاتف..إلخ!!!!…

نحن لايوجد في تراثنا الحديث سوى بول البعير والسيف والناقة والفرس وداحس والغبراء وعنترة..

ومن حاول إشغال العقل كفّرناه وقتلناه وأحرقنا كتبه.. وإعتبرناه زنديقاً..ألم ننتقم من المعرّي بعد حوالي ألف عام من فكره وفلسفته وقطعنا رأس تمثاله..!!..ونسينا أرسطو وأفلاطون وإقليدس..إلخ..

 

•واليوم نحن ننفق كل مانملك للعيش في ديارهم حتى ولو بصفة لاجئين..نموت في الطرقات إليهم.. ونغرق في البحار إليهم.. ونخون أوطاننا لنأتمر بأوامرهم.نعيش بينهم ونصفهم بالكفار وأنهم لا يصنعون الأكل الحلال!!!.

نشتري السلاح منهم لنقتلهم ونقتل بعضنا.. نشتري المتفجّرات التي إخترعها نوبل لنفجّرهم ونفجّر بعضنا..

 

• وفوق ذلك كلّه لانريد إعادة النظر بشيء بل نسعى جاهدين لتكريس ثقافتنا وتخلّفنا ونعتقد أنهم يروننا الأصحّ.!أيُّ ضلالٍ هذا؟!

أيّةُ أمراضٍ نفسية تُعشعشُ فينا.. وأيّةُ أحقادٍ تُعشعشُ في صدورنا.!!

عودوا وإقرأوا التاريخ من جديد..

عودوا وصحّحوا تاريخكم. أفيقوا يرحمكم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى