مقال

الأمان النفسي والاستقرار

جريدة الاضواء

الأمان النفسي والاستقرار

بقلم/هند السيد شحاتة

بداية لايوجد منا من يريد أن يعيش الحياة بدون قلق واضطرابات نفسية خوفا من غدا

يفعل المستحيل يجد ويجتهد ويبذل قصاري جهدة للوصل الي حياة آمنه مطمئنه ولكنه يصطدم مع واقع وظروف قد لاتساعده علي ذلك

فلايمكن أن تستمر الأمور علي منوال واحد بل هي تقلبات متعددة من صحة ومرض من سعادة وحزن من سعت عيش وضيق رزق

هكذا هي الدنيا لن تكون علي منهج واحد إلا سعادة واحدة وهي في الحياة الأخري فهي بقاء بلا فناء ولذة بلا عناء وسرور بلا حزن وعز بلا ذل

هذه هي حياتنا الدنيا وطبيعتها فلاخلاف علي ذلك ولا مفر منها ولكن الراحة النفسية والإحساس بالاستقرار والأمان الداخلي لكل إنسان وهي بطبيعة الحال تختلف معيارها من شخص لآخر بل من ذكر لأنثي

فنحن جميعا نفتقد إلي السلام النفسي علي الرغم من حاجتنا الملحة له لكي نعيش حياتنا الدنيا المقدرة لكل منا في هدوء ورضا

فحياة أيامنا قد تزدهر حينما يعم السلام النفسي ولكن أغلب البشر لا يدركون ذلك

إن شعور الطمأنينة وراحة البال وهو أعلي المراتب الروحية التي تجعل الإنسان متصالحا مع نفسه بل مع المحيطين به لكي نصل للعيشة السوية فإذا ما وصلنا إليها كانت حياتنا أجمل

إن أسمي ماتتمناه النفس البشرية هو ذلك السلام النفسي والقبول بمن حولها في المجتمع وليس هناك شعور اجمل من ذلك فكلما اتسعت دائرة الأمان حول أي منا تحقق لدية الشعور بالطمأنينة والسكينة

فالإيمان بالله واليوم الآخر والحساب والقضاء والقدر والنظر إلى الدنيا على انها زائلة
كل هذه الثوابت التي يؤمن بها الإنسان المسلم تؤدي إلى أمنه النفسي وصقله بالاتزان والطمأنينة وتحرره من الاضطراب والقلق وتقوده إلى راحة البال فلا يرتاب ولايشك فيه مصداقاً لقوله تعالى (وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم)

فحيثما يعتقد المؤمن بأن الله هو مدبر الكون وأمره نافذ في خلقه تهدأ نفسه ويشعر بالأمن النفسي والاطمئنان

وقال رب العزة في معجم آياته

الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

وفي موضع آخر …وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

إنه الإيمان يحقق الأمن النفسي ويعالج القلق والاضطرابات فهو يزرع في النفوس عقيدة راسخة تعالج أهم القضايا التي يعاني منها الفرد قضية الخوف على فوات الرزق وقضية الخوف من المستقبل المجهول
فجاء الإيمان ليبين لكل فرد أن الرزق بيد الله وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأنه لا يستطيع أحد مهما بلغت قوته وقدرته وأسلحته أن يسلبك شيئاً من رزقك ولو كان شيئاً يسيراً
مع تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى