مقال

كانت أيام………

جريدة الاضواء

كانت أيام

بقلم/هند السيد شحاتة

أيام جميلة عشناها وعاشها من قبلنا بسنوات نتمني أن تعود أو ربما نتمني أن نعيش مثلها

فليس هناك أجمل من الذكريات السعيدة التي حينما نتذكرها تحي في النفس أشياءا كثيرة نريد أن نسترجعها بل ونغوص في أعماقها فما أحوجنا للرجوع إليها حينما تقسو علينا الحياة

فمنذ أيام تم عرض فيلم حياة أو موت والذي أثار في النفس الحزن علي مانحن فيه ونزداد شوقا إلي ماكنا عليه من قيم وأخلاق ورجولة ومبادئ ومروءة

رأينا حكمدار بوليس العاصمة وهو اقوي واعلي رتبه شرطيه مدير أمن القاهرة يمثل الإنسانية في احلي صورها ومقولته الشهيرة أن جهاز الشرطة من واجبه قبل حفظ الأمن الحفاظ على الارواح فيبذل المساعي ويكلف الأجهزة المختصة والدوريات للامساك بالطفله قبل أن تصل بالدواء السام لوالدها ولم يخضع لكلام نوابه المثبط للهمم ليصل في الوقت المناسب لإنقاذ مواطن مجهول الهوية

رأينا كيف أن مدير الاذاعه المصرية يصدر أوامره بوقف البرامج لإذاعة بيان الحكمدار

رأينا الدكتور الصيدلي وهو يبلغ عن نفسه بدواء تم تركيبه خطأ لإنقاذ روح انسان

رأينا شهامة المصريين في البحث عن خمورجي خطف علبه الدواء

رأينا رحمة صاحب البار في غسل الزجاجه ونقل الدواء بها

رأينا شهامة الطفل وهو يحاول ارشاد البنت لأقرب مكان لبيتها هربا من البوليس الذي يبحث عنها اعتقادا منه أنهم يقبضون علي الأطفال

رأينا الزوجة الوفيه التي ماان سمعت النداء عرضت نفسها للموت لإنقاذ زوجها

رأينا ضابط الشرطة الذي يعرض نفسه للموت للقبض علي شقي هارب

فهل نري كل هذه النماذج ؟فقد اندثرت مع مرور الأيام وياليتها تعود

وهل نستطيع أن نرجع الذكريات ونعيد ترميم كل ماهو جميل غاب عنا

وإذا أردنا أن نلقي نظرة في أحوال الناس اليوم لانري تعاظم لتلك القيم والأخلاق التي كانت في زمن ماضي بل نجدها ضاعت واختفت في زمن انتشر فيه الزيف في كل شئ وأصبحت المنافع الخاصة هي المسيطرة بدون أي حس إنساني فنراهم يتفاخرون بالاخلاق وفي جوهرهم لا أثر لها

إن وجود القيم الأخلاقية ضرورة قصوى في أي مجتمع فبغيرها تذهب وتندثر الحضارة فبدونها يكون الإنسان خاضعا لنزواتة وغرائزة فيحل الخراب والدمار

فمع قلة الأخلاق وضعفها يتحول الإنسان تدريجيا من الخير إلي الشر ومن الصلاح الي الفساد وهذا عاملا أساسيا في تدمير منظومة الاخلاق ليس لنفسه فقط بل تمتد تدريجيا لتشمل الجميع رويدا رويدا

واخيرا كانت العواطف والمشاعر وخصال التكافل الإنساني كافين لنحيا حياة سعيدة فإذا لم نستطع أن نعود باخلاقنا لزمن جميل مضي فالاولى بأن نعيش بأخلاق زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى