مقال

الدكروري يكتب عن فإذا قرأناه فأتبع قرآنه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فإذا قرأناه فأتبع قرآنه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي عن أبي موسى رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” افتح له وبشرة بالجنة ” فذهبت فإذا أبو بكر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” افتح له وبشرة بالجنة ” فإذا عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، وكان متكأً فجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” افتح له وبشرة بالجنة علي بلوي تصيبة أو تكون” فذهبت فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال، قال الله المستعان” ولقد زاد نزول القرآن الكريم، مفرقا من حرص النبي صلى الله عليه وسلم.

 

من عدم تفلت شيء منه، فكان يردد كل ما يلقيه عليه جبريل عليه السلام، قبل انتهائه من تلقينه، فنزل قول الله سبحانه تعالى “إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فأتبع قرآنه” وبعد نزول هذه الآية الكريمة كان يصمت صلى الله عليه وسلم، إلى حين انتهاء الوحي من تلقينه، ثم يستدعي الكتبة من الصحابة الكرام ليكتبوا كل ما ينزل علية صلى الله عليه وسلم، من القرآن الكريم، وكان أمين الوحى جبريل عليه السلام ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم، ليعرض عليه القرآن الكريم كل سنة في ليالي شهر رمضان، وقد عرضه عليه مرتين في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وسلم، ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم، كان الكتاب العزيز مجموعا في قلوبهم، ومحفوظا في ذاكرتهم.

 

فقد حرص الصحابة على حفظ القرآن الكريم أولا بأول، وكان من أبرز من حفظ القرآن الكريم كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أئمة هدى في تعليم المسلمين، وإقرائهم إياه هم الخلفاء الراشدين، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، إضافة إلى عبدالله بن مسعود، وسالم بن معقل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد بن السكن، وأبو الدرداء، وسعيد بن عُبيد، كما كان القرآن الكريم محفوظا بالكتابة عند وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يُجمع في مكان واحد، فلم تكن كتابته منسقة، فكانت السورة أو مجموعة السور تكتب على أحجار، ثم تربط معا بخيط، ويتم وضعها في بيت من بيوت أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، أو توضع عند أحد كتاب الوحي، كزيد بن ثابت.

 

وعلي بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وكان بعض الصحابة يكتبون لأنفسهم بشكل خاص، وقد ورد سببان لعدم كتابته وجمعه في مكان واحد، وهما أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، كانوا يترقبون نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، في أى حين، وينشغلون بذلك ليحفظوا ما ينزل، وأن أدوات الكتابة، وما يلزم لها لم تكن متوفرة بشكل كافى في ذلك الوقت، وقد اختار المولى سبحانه وتعالى النبى صلى الله عليه وسلم، بالرسالة الخاتمة وأنزل عليه القرآن الكريم، فأحسن النبي استقبال القرآن، حفظا واستيعابا وامتثالا وتبليغا، ومما يدل على ذلك قول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فى كتابة الكريم “لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى