مقال

حب لا يرى النور !!!

جريدة الاضواء

حب لا يرى النور !!!

بقلم أزهار عبد الكريم

كانت السفينة تشق البحر تضربها الأمواج العاتية من جميع الجهات بينما يقف أحمد بكل ثقه وثبات على سطحها يتأمل المنظر البديع من حولة لتأتي ليلي فتاة جميلة المنظر صارخة الجمال لها عينان عسليتا اللون واسعتان لها رموش سوداء طويلة وشعرها البني الذى يتطاير مع الهواء ولكن ملامحها الجميلة لا تخفي القلق المرسوم على وجهها واقتربت منه لتقول فى ضيق وضجر أنا مش عارفه أنا ليه سمعت كلامك وسافرنا عن طريق البحر مش كان الطيران أسهل وأسرع .ألتفت إليها أحمد هذا الشاب الوسيم ممشوق القوام ولم يكد تقع عينيه عليها حتى ابتسم ابتسامة جذابه وقال السفر عبر البحر متعة أكثر من الطيران وايضاً فرصه لك حتى تستعدي فنحن حين نصل لن يكون هناك وقت للترفية وسيكون كل وقتك مشغول بالعمل ولن تجدي دقيقة واحدة للراحة ..ولكنها همست فى توتر ولكنى أخاف من البحر ربت على كفيها بحنان وقال لا تخافي فأنا معك …

فى هذه اللحظة لمح شخص يقترب من سور السفينة وتعلوا ملامحة الحزن الشديد وهما بإن يقذف نفسه فى البحر ولكن أحمد كان أسرع منه وجرى نحوه فى خفه ورشاقه وامسكة قبل أن يلقي نفسه من فوق السفينة .

صرخت ليلي بصوت عالي لما شاهدت هذا المنظر ولكن أحمد قد تمكن منه وطرحة أرضاً وهو يقول له لماذا تفعل هذا ليصرخ الرجل دعنى أموت دعنى لا تحاول منعي فأنا السبب ولكن أحمد ظل ممسك به فى قوة وأخذ فى الحديث معه اهدأ كل مشكلة وليها حل لا تدع اليأس يتمكن منك ربنا مش هيسيبك لوحدك اجهش الشاب فى البكاء وأخذ أحمد يربت على كتفيه حتى هدأ قليلاً فقال له ما أسمك

أجاب عليه اسمي حامد

ما الذى دفعك لفعل هذا يا حامد الا تعلم أن الانتحار حرام

هز حامد رأسه فى أسى أنا أستحق الموت لم يعد هناك ما يربطني بالحياة ولم يعد امامي سوي الانتحار أو أجن استكمل حامد فى حسرة وانكسار لم أكن أريد ذلك حتى جأتني هذه الرسالة من أخي تنهد وبدأ حديثه لقد تقدمت لخطبه فتاة احببتها حب شديد كانت زميلتي فى الجامعة واتفقنا على الزواج ولكن بسبب التقاليد رفض والدها هذا الزواج بحجه أنها مخطوبة لإبن عمها منذ نعومة أظافرها وهو أولي بها من غيره قالها ابوها فى صرامة وقوة نزلت على كالصاعقة خرجت من بيتها وأنا لا ارى أمامي من هول الصدمة ودارت الأرض أمام عيني فإذا بها تتصل بي على الهاتف وهى منهارة من البكاء تحدثني بصوت يملاة الرجاء الأ أتركها تتزوج غيري وأنها لا تستطيع الحياة بدوني ولكن لم تجد مني سوي الجحود والاستنكار لما فعله أبوها معي وأخبرتها أنني سوف أسافر خارج البلاد فأخبرتني أنها على استعداد أن نتزوج سراً ونسافر معاً ولكنى رفضت وأخبرتها أننا لا نستطيع فعل هذا من وراء عائلتك فسوف تلحقي بهم العار طول العمر وأختنق صوت حامد بالبكاء وكان قلبه يكاد ينفطر من الحزن والأسى والندم وتضاعف شعورة بالذنب والندم لأنه المسؤل الأول عما أقدمت عليه فلما علمت أنه سافر وكان هو كل ما يربطها بالحياة فقد أقدمت على الأنتحار واجهش فى بكاء شديد

قالت ليلي فى حزن وأسى تبا لهذه التقاليد البالية وهى توجه حديثها إلى أحمد الذى نجح بصعوبه فى أقناع حامد بالعدول عن فكرة الأنتحار كما أخبر قبطان السفينة أن يضعه تحت الحراسة حتى لا يكرر محاولة الأنتحار مرة أخرى

نظر إليها فى حنان وقال الدنيا مليئة بالقصص والحكايات التي لا تنتهي فكل إنسان له حكايه يعيشها رغم عنه لكن الإيمان بقضاء الله وقدره هو من يجعل الإنسان يشعر بالرضا والسعادة فى حياته ….

 

دمتم بألف خير وسعادة

تحياتي لكم جميعاً

أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى