مقال

الدكروري يكتب عن معاوية والخلاف مع الإمام علي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن معاوية والخلاف مع الإمام علي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه قد اعتبر معاوية بن أبي سفيان أن الإمام علي بن أبي طالب بصورة غير مباشرة مسؤلا عن حوادث الإضطراب الداخلي التي أدت إلى مقتل عثمان بن عفان، وتفاقم الخلاف بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية مفضيا إلى صراع مسلح بينهما في معركة صفين ولكن دهاء معاوية في المعركة أدى إلى حدوث انشقاقات في صفوف قوات علي بن أبي طالب، وأطلقت تسمية الخوارج على الطائفة التي كانت من شيعة علي بن أبي طالب، ثم فارقته وخرجت عليه وقاتلته، واستغل معاوية ضعف القيادة المركزية لخلافة الإمام علي وقام بصورة غير مركزية ببسط نفوذه على سوريا و مصر، وبعد اغتيال على بن أبى طالب ، كان معاوية في موضع قوة.

أفضل من ابن علي، الحسن بن علي بن أبي طالب الذي فضل أن يعيش في المدينة لأسباب لاتزال موضع نقاش إلى الآن فحسب السنة أنه قام الحسن بن علي بمبايعة معاوية بن أبي سفيان وحسب الشيعة فإن المبايعة تمت بسبب تقديرات الحسن لموقف أهل البيت الذي كان في وضع لايحسد عليه بعد اغتيال علي بن أبي طالب ويعتبر البعض إن الحسن بن علي هو تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان وذلك على شرط أن تعود طريقة الخلافة بعد موته إلى نظام الشورى بين المسلمين ويعتبر البعض أن تعين يزيد بالوراثة، خليفة على المسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان كان نقطة تحول في التاريخ الإسلامي حيث شكل بداية لسلسلة طويلة من الحكام الذين يستولون على السلطة بالقوة.

ليورثونها فيما بعد لأبنائهم وأحفادهم، ومعركة كربلاء هي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في اليوم العاشر من شهر محرم لعام واحد وستين من الهجرة، وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب سيد الشهداء، بعد انتهاء المعركة، ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ليزيد بن معاوية، وتعدّ معركة كربلاء من أكثر المعارك جدلا في التاريخ الإسلامي حيث تعدّ هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ، وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم العاشر من محرم.

أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزا من قبل الشيعة لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف، ولقد ارتكب يزيد بن معاوية في فترة حكمه كثيرا من التصرفات الكارثية التي أدت إلى انتشار الفتنة بين المسلمين، وهذه الفتنة التي لم تنطفئ نارها حتى هذه الأيام، فقد قتل الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنهما بمساعدة أعوانه وقادة جيوشه في سبيل البقاء في الخلافة كما هاجم المدينة المنورة وقتل من الصحابة والتابعين ما قتل، ولكن أهل العلم لا يطلقون حكم التكفير على يزيد بن معاوية بل إنهم يتركون أمره لله تعالى الذي يحاسب العباد بعدله على ما اقترفت أيديهم، والأفضل أن يترك الإنسان نقاشات الفتنة الكبرى وألا يكثر الحديث في مصير يزيد بن معاوية وأن يلتزم قول الإمام أحمد في يزيد “يزيد لا نلعنه ولا نحبه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى