مقال

الدكروري يكتب عن زمن وفاة ابن واقد القرشي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن زمن وفاة ابن واقد القرشي
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن التابعي عبد الله بن واقد القرشي، حث روي عن محمد بن سعد، وهو الذى كان له رأى فى وفاة عبد الله بن واقد، فهو محمد بن سعد بن منيع، وهو لم يعرف عنه إلا جده منيعا، وأما نسبته، فالأكثر على أنه مولى لبني هاشم، ومنهم تلميذاه ابن أبي الدنيا والبلاذري، وقد فسّر هذا الولاء تلميذه الحسين بن الفهم فقال ” هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ” ولا يعني هذا أنه هو نفسه مولى الحسين بن عبد الله، فقد يكون جده، وربما أبوه، لأن هذا الفرع من البيت العباسي قد انقرض بموت الحسين ابن عبد الله، فقد توفي الحسين في سنة أربعين ومائة من الهجره، ولم يخلف بعده سوى ابنه عبد الله ومات ولم يعقب، ويشار إليه بأنه زهري.

وهو نسبة إلى زهرة بن كلاب من قريش، وهذا الاضطراب في نسبته يجعلنا في حيرة من ولائه بين بني هاشم وبني زهرة، والراجح لدي الأول، لأن من نسبه إلى ذلك هم تلامذته، وهم أعرف الناس به، ويحتمل أنه انتسب إلى بني زهرة، ثم إلى بني هاشم أو العكس، ويكنى بأبي عبد الله، وهذه الكنية لا تدل على أنه تزوج ورزق ولدا سماه عبد الله، لا سيما أنه لا يوجد ما يشير إلى أسرته وعائلته في جميع المصادر التي ترجمت له، أو تحدثت عنه، ويُعرف ابن سعد بكاتب الواقدي، وصاحب الواقدي، والأول أكثر استعمالا، وقد يكتفي بعضهم بلفظ الكاتب، وانفرد السمعاني بقوله ” ويعرف بغلام الواقدي ” وقد لقب بذلك نظرا لملازمته لشيخه محمد بن عمر الواقدي، وأما عن الخليفه هشام بن عبد الملك.

وهو الذى توفى عبد الله بن واقد فى خلافته، فهو الخليفه هشام بن عبد الملك الأموي القرشي، وقد كان عاشر خلفاء بني أمية، وفي عهده بلغت الإمبراطورية الإسلامية أقصى اتساعها، وقد حارب البيزنطيين واستولت جيوشه على ناربونه وبلغت أبواب بواتيه وهى فرنسا حاليا، حيث وقعت معركة بلاط الشهداء، وقد شهدت الفتوحات الإسلامية في عهد هشام بن عبد الملك تقدما كبيرا، وقد ولد الخليفه هشام بن عبد الملك في دمشق، وقد بويع للخلافة بعد وفاة أخيه يزيد، وتزايدت في عهده العصبية القبلية بين المضرية واليمانية، واشتعلت فتن وثورات عديدة في أنحاء الدولة، وفي عهده صار للدولة الأموية، إضافة للعاصمة الدائمة ومقر الخلافة دمشق، عاصمة صيفية.

وهي مدينة الرصافة على نهر الفرات بسوريا تسمى رصافة هشام عرفت بأنها جنات وبساتين مصغرة عن بساتين دمشق، وقد اهتم هشام بن عبد الملك بتنظيم الدواوين، وعمل على رعاية العلم والثقافة، وترجمت في عهده الكثير من المؤلفات، وعمل على إصلاح الزراعة فجفف المستنقعات وزاد مساحة الأراضي المزروعة على ضفاف الأنهار وفي أرجاء الدولة، واهتم بالتوسعات، وحقق العديد من الانتصارات على الروم وفي جنوبي بحر الخزر، وقد تميز عهده بسيادة الأمان في بلاد الشام وأرجاء البلاد الإسلامية، وفى النهايه توفي الخليفه هشام بن عبد الملك بالرصافة، ويعتبر هو آخر الخلفاء الأمويين الأقوياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى