مقال

الدكروري يكتب عن دور الخطباء والدعاة إلى الله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن دور الخطباء والدعاة إلى الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الأئمة الخطباء والدعاة إلى الله تعالى عليهم دور أساسى فى بعث المعانى العظيمة من التضحيات بالنفس والمال والجهاد في سبيل الله والإنفاق فى نفوس المدعوين، وتبصيرهم بمدى ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعوهم والسلف الصالحون من بعدهم من همة عالية، وعزيمة قاربت الجوزاء، ونشاط ضرب الرقم القياسى، فرمضان يعطينا دفعة للأمام لا للوراء، لإتقان العمل، والجد والاجتهاد في السعي والضرب في الأرض، بتأدية الأعمال على وجهها الأكمل، والدعوة إلى الله بعدم تفريط ولا تقصير، والجهاد في سبيل الله بكل ما أوتي المجاهدون من قوة وعزيمة من حديد، منطلقين من إيمانهم بعقيدتهم، وتفانيهم في نصرة دينهم، واستفراغهم الوسع فى الذب عن هذا الدين.

وخصوصا وهم يؤدون أسمى العبادات، وأرقاها، وأميزها، عبادة الصيام، التي ترتفع فيها الروح لتعانق النجوم، لتسجد تحت العرش، حتى تسمع ملائكة الرحمن قرقرة البطون جوعا، وتحس بيبس الحلوق عطشا، فيقول تعالى ” ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم” وفى رمضان من السنة الثامنة من الهجرة كان فتح مكة الذى بشر الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ممتنا عليه فى سورة الفتح ” إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما، وينصرك الله نصرا عزيزا ” ففتح الله لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القلوب بنزول القرآن فى رمضان، وفتح له مكة التوحيد بالجهاد في رمضان.

وفى هذه الغزوة انتصر الإيمان، وعلا القرآن، وفاز حزب الرحمن، ودحر الطغيان، وكسرت الأوثان، وخاب حزب الشيطان، وفى رمضان أيضا كانت معركة عين جالوت التي أعز الله فيها المسلمين بقيادة الملك المظفر قطز، وأخزى التتار الملحدين بقيادة هولاكو المغولى، وكسر شوكتهم، ولم تقم لهم بعدها قائمة، وذلك فى يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان عام ستمائة وثمانى وخمسين من الهجرة، وفى رمضان يوم السبت للأول من رمضان من عام سبع مائة واثنين من الهجرة كانت موقعة شقحب، واستمرت إلى اليوم الثاني بين التتار والجيوش الإسلامية، وشارك فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، وكانت الغلبة فيها للمسلمين، وقال ابن كثير رحمه الله، وحرّض ابن تيمية، السلطان على القتال وبشّره بالنصر.

وجعل يحلف له بالله إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضا، وكان يدور على الأطلاب والأمراء، فيأكل من شيء معه في يده، ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل، فيأكل الناس” وإن منزلة الجهاد في الإسلام عالية، ولهذا كانت مرتبة الشهداء الثالثة بعد مرتبة النبوة والصديقية، فقال الله تعالى فى سورة النساء ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” بل إن منزلة الجهاد في الإسلام بمنزلة السنام من الجمل، والسنام هو أعلى وأرفع جزء من الجمل، فعن معاذ بن جبل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى