مقال

الدكروري يكتب عن شيخ الإسلام بن بحر الخرساني

الدكروري يكتب عن شيخ الإسلام بن بحر الخرساني

الدكروري يكتب عن شيخ الإسلام بن بحر الخرساني

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام النسائى وهو الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن، وقد وُلد بنسا، سنة مائتين وخمس عشرة من الهجرة، ونسا هي بلد من بلاد خراسان قديما وتقع في تركمانستان حاليا، وقد نشأ منذ صغره على التحصيل العلمي والسعي وراء المعرفة، فالإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن رحمه الله، هو إمام من أئمة المسلمين، وحافظ من كبار الحفاظ، وفقيه عالم وصالح عابد، وكان الإمام النسائي من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف، وقد رحل في طلب العلم إلى خراسان والحجاز ومصر.

والعراق والجزيرة والشام والثغور، ثم استوطن مصر ورحل الحُفاظ إليه، وكما عرف عنه أنه كان مجاهدا شجاعا متمرسا بالحرب وأساليب القتال، وقد خرج مع أمير مصر غازيا فوصفوا من شهامته وشجاعته واقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، كما قيل أنه شغل مناصب هامة في الأمور الدنيوية بجانب مكانته الدينية منها أنه عين أميرا لحمص، وكان يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله، فقد جال البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرّملة في فلسطين، وكان يجتهد فى العبادة وقال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ، سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون اجتهاده في العبادة بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد، وقد وضع النسائي كتابا كبيرا جدا حافلا.

عرف بالسنن الكبرى، وهذا الكتاب هو المجتبى المشهور بسنن النسائي منتخب منه، وقد قيل إن اسمه المجتنى، بالنون، وكتاب المجتبى هذا يسير على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتب الأحاديث على الأبواب، ووضع لها عناوين تبلغ أحيانا منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد، ودخل دمشق في آخر عمره، فوجد كثيرا من أهلها منحرفين عن الإمام عليّ رضي الله عنه، فحدث فيهم بفضائله، فتعصب عليه بعض الجهلة، وضربوه، وكان ذلك سببا في موته رحمه الله، قال محمد بن موسى سمعت قوما ينكرون عليه كتاب الخصائص، للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتركه لتصنيف فضائل أبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.

ولم يكن في ذلك الوقت صنفها، فحكيت له ما سمعت، فقال دخلنا إِلَى دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب الخصائص، رجاء أن يهديهم الله، والذي يظهر أن النسائي لم يكن منحرفا عن معاوية رضي الله عنه، أو يقع فيه، وحاشاه من ذلك، إن شاء الله، وإنما ظن بعض المنحرفين عن الإمام عليّ، أنه إذا روى فضائل عليّ، وصنف في ذلك وسكت عن معاوية فهو يبغض معاوية لذلك تحاملوا عليه، وروي عن أبي عبد الرحمن النسائي، أنه سئل عن معاوية بن أبي سفيان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة، إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب، إنما يريد دخول الباب، وقال فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى