مقال

أسباب رفض الصين لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة وكيفية تغلغلهم داخل الأراضى الصينية

أسباب رفض الصين لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة وكيفية تغلغلهم داخل الأراضى الصينية

أسباب رفض الصين لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة وكيفية تغلغلهم داخل الأراضى الصينية

 

تحليلل لدكتورة/ نادية حلمى

 

أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف- الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية

 

منذ إعلان وصول جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة إلى سدة الحكم فى مصر، كنت أكثر قرباً خلال تلك الفترة من خبراء وأساتذة الإسلام السياسى الصينيين ومراكزهم الفكرية بناءً على توجيهات وأوامر عليا صينية، بالنظر لتخوف قيادات الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين من إرهاب تلك الجماعات المتطرفة ومدى إمتداداتها وتشابكاتها وعلاقاتها الوثيقة بالإرهابيين فى حركة تركستان الشرقية المحظورة. وبلغ التخوف الصينى حده الأقصى، بالنظر لإهتمام الإخوان المسلمين الإرهابيين رسمياً بتلك الأقليات المسلمة فى إقليم شينجيانغ الصينى، بعد أن تم وضع مادة لهم فى (القانون العام لجماعة الإخوان المسلمين) حتى لا يتجاهل قضيتهم الإخوان أو ينسوهم وفقاً لعقيدتهم، فجاءت (المادة ٧٤)، تحت عنوان: ينشأ في القسم لجان تقوم على أوجه النشاط المختلفة منها: لجنة الشرق الأقصى، والتى تضم أبناء المسلمين فى دول ( أفغانستان – تركستان – الصين- الهند – الهند الصينية اندونيسيا – اليابان)، وجعل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المحظورة من تلك الدول هدفاً له منذ سنوات طويلة لربطها بمكتب إرشاد جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة تمهيداً لإحداث إضطرابات وفوضى بداخلها، وهو ما إتضح فعلياً لاحقاً بالنظر لثبوت تلك العلاقة الوثيقة بين تنظيم القاعدة فى أفغانستان وحركة تركستان الشرقية المحظورة فى الصين وتلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، فكان ذلك هو السبب الأساسى والرئيسى فى تخوف الصينيين من إمتدادات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة داخلها.

 

وبناءً عليه، أعلنت الصين وقيادات الحزب الشيوعى الحاكم داخل الأراضى الصينية لحالة تشبه الطوارئ على إثر وصول الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة لسدة الحكم فى مصر والمنطقة، وتم تكليف الجميع ببحث الموقف وكيفية السيطرة عليه، بل وكيفية التعامل مع هؤلاء الإرهابيين الذين لم يتخلصوا بعد من نزعة الإرهاب والتطرف والفكر التكفيرى الإرهابى، والذين وصفهم الخبراء الصينيين بالهمجيين الإرهابيين الإنفصاليين، الذين يسعون لفصل إقاليم ودول العالم تمهيداً لسيطرة الفكر الإخوانى الإرهابى المتطرف على الجميع.

 

ولهذه الأسباب السالفة الذكر، كانت الصين من أوائل دول العالم إعترافاً بنجاح ثورة ٣٠ يونيو فى مصر ومجئ الرئيس “السيسى” إلى سدة الحكم بل وأرسلت الصين وزير التجارة والصناعة الصينى “مياو ويى” للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس السيسى رئيساً لجمهورية مصر العربية فى عام ٢٠١٤ بعد نجاح الشعب المصرى فى التخلص من حكم الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة فى مصر والصين، وبدأت الإحتفالات على الجانب الآخر فى الصين على إثر نجاح الشعب المصرى بمساعدة قواته المسلحة فى التخلص من خطر الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة، كما أرسلت الصين عدة خبراء وأساتذة وباحثين فيما يشبه “لجان العمل القيادية المصغرة” لدراسة ما بعد إزالة وإطاحة حكم الإخوان المسلمين المحظورة فى الشارع المصرى، وشاركت بنفسى مع الخبراء الصينيين وتحديداً منذ بدأ تلك الإنتفاضات الشعبية على الإخوان المسلمين الإرهابيين فى مصر والمنطقة والصين فى التعرف على نبض الشارع المصرى بشكل حى ودقيق، وهو ما أسعد الصينيين وبشدة بعد التأكد من رفض الشارع المصرى بجميع أطيافه لهم شعبياً وجماهيرياً.

 

وهنا تابع خبراء وأساتذة الإسلام السياسى ومراكز الفكر الصينية – وكنت شاهدة حية وحقيقية على كل ما يحدث فى الصين بل ودراستها خطوة بخطوة معهم – جميع تحركات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بدءاً من وصولهم للحكم حتى إسقاطهم بواسطة الشعب مدعوماً من القوات المسلحة المصرية، وتم نعتهم فى كافة الأوساط الصينية بالإرهابيين. وبات التخوف الصينى من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة قديماً، وترجع الصين سبب الإضطرابات فى إقليم شينجيانغ الصينى بالأساس بالنظر لتغلغل الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة بداخله وعلاقتهم بحزب وحركة تركستان الشرقية الإرهابى المحظور داخل الأراضى الصينية نفسها وحول العالم، وترجع السلطات الصينية أسباب حدوث العديد من التفجيرات والعمليات الإرهابية فى إقليم شينجيانغ الصينى بالأساس بالنظر لعلاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية،

 

كما درست جميع مراكز الفكر الصينية وخبراء الإسلام السياسى بها مدى العلاقة بين الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية وحركة تركستان الشرقية الإرهابية داخل إقليم شينجيانغ والأراضى الصينية، فإتضح للصينيين مدى العلاقة الواضحة بينهما وتلك الصلة الوثيقة بين (قسم الإتصال بالعالم الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين وبين حركة تركستان الشرقية الإرهابية) منذ عام ١٩٤٤، والذى أنشئ أساساً فى بداياته للعمل على ربط جماعة الإخوان المسلمين بجميع الأقطار الإسلامية بعضها ببعض، وتوحيد السياسة العامة للدول التى يقطنها مسلمين كالصين، وإعلان وثيقة جماعة الإخوان المحظورة صراحةً رغبتها فى العمل على تحرير العالم الإسلامي من كل سلطان أجنبي عليهم والتغلغل داخل الأراضى الصينية عن طريق إمتداداتهم فى حزب وحركة تركستان الشرقية الإرهابية المحظورة داخل الأراضى الصينية. بل وبلغ التخوف الصينى منذ سنوات عديدة بشأن العلاقة بين جماعة الإخوان المحظورة الإرهابيين والأقليات الإسلامية بها، على أثر إنشاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لأربع لجان للقيام والإشراف على كافة العمليات التى يقودها الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة فى الصين وحول العالم، وأبرز تلك اللجان الأربع التى شكلها مكتب إرشاد جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، هى: (لجنة جماعة الإخوان الم٣ للبلاد الإسلامية في الشرق الأوسط، ولجنة للبلاد الإسلامية في الشرق الأقصى والصين، ولجنة للمسلمين فى أواسط آسيا، ولجنة للمسلمين في أوروبا)

 

وبلغت خطورة (لجنة البلاد الإسلامية فى الشرق الأقصى والصين) والتى أسسها مكتب إرشاد جماعة الإخوان المحظورة بالنسبة للسلطات والخبراء الصينيين، هو إمتداداتها وتشابكاتها وعلاقاتها الوثيقة بحركة تركستان الشرقية الإرهابية داخل إقليم شينجيانغ الصينى، وقيام تلك اللجنة على وجه الخصوص بزعزعة الإستقرار داخل الأراضى الصينية على إثر تكليف عدداً من رموزها وشخصياتها بالتواصل مع المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة فى إقليم شينجيانغ الصينى والتركيز على جمع المعلومات عن أحوال المسلمين فى إقليم شينجيانغ الصينى تمهيداً لإحداث إضطراب وفوضى بداخله، وتأليف عدد من الكتب المتسلسلة عن مسلمى شينجيانغ من خلال عدد من الخلايا الإخوانية وباحثيهم كمقدمة للتدخل فى الشأن الداخلى للصين، فكانت أبرز تلك الكتابات الإخوانية عن المسلمين، بعنوان: “الصين والإسلامية”، وهو الكتاب الذى قام بتأليفه الباحث الصينى “محمد تواضع” رئيس البعثات الصينية بالأزهر الشريف، والعضو بقسم الإتصال بالعالم الإسلامى التابع لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة، والذى تم إستهدافه وتجنيده من قبل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المحظورة خلال سنوات دراسته الأولى فى الأزهر الشريف، كمحاولة منهم لإختراق عمق الأراضى الصينية وإحداث سلسلة من الإضطرابات والفوضى بداخله.

 

وبعد تفهم الصين رسمياً لكافة أوجه الخطر ومكامن الإرهاب النابعة من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة، جاء الترحيب الصينى الكبير بنجاح ثورة ٣٠ يونيو، والتى جسدت إرادة التغيير لدى المصريين وفقاً للتفهم الصينى الكامل، بدعم من القوات المسلحة المصرية، بقيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسى” وهو ما يثمنه الصينيين وبشدة، بالنظر لتلك الرؤية الصينية بأن جماعة الإخوان المحظورة لا يعرفون ولا يفهمون مفهوم الدولة الوطنية، لأنهم مشروع يقوم بالأساس على إقامة دولة الخلافة المرتبطة بالدين وليس الوطن. ومن هنا إنتصرت ثورة ٣٠ يونيو فى ملحمة شعبية جماهيرية للإنتصار لإرادة المصريين، وخطت بشعب مصر نحو الجمهورية الجديدة وبناء دولة ديمقراطية حديثة بعد التخلص من الجماعة الإرهابية المحظورة، ونجح الشعب المصرى وقواته المسلحة فى التصدى لمحاولات إختطاف الوطن من قبل عصابة إرهابية أرادت فرض مصالحها وأهداف تنظيمها الدولى على مقدرات الوطن والعالم، وفقاً لما كتبه وما حلله الصينيون ومراكزهم الفكرية بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو فى مصر. لذا كتب خبراء الإسلام السياسى الصينيين، بأن ثورة ٣٠ يونيو فى مصر تعد بمثابة تجسيد حقيقى للثورة الشعبية لإنقاذ الدولة المصرية من مصير مجهول على يد الجماعة الإرهابية،

 

وتحولت مصر بعدها من ثورة إنقاذ إلى إعجاز، كما أعادت تلك الثورة الدولة المصرية إلى وضعها الطبيعى بعد محاولات إختطافها وإفقادها هويتها وهوية وحضارات العالم من قبل حفنة من الإرهابيين المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة. لذا أتى التأييد الصينى الكامل للرئيس “السيسى” بعد نجاح الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسى فى التخلص من خطر الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، فضلاً عن دحر خطر الجماعات التكفيرية والإرهابية سواء فى سيناء أو جميع أنحاء البلاد، عبر بناء إستراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب بقيادة الرئيس “السيسى”، وهو ما يثمنه وبشدة الرئيس الصينى “شى جين بينغ” وقيادات الحزب الشيوعى الصينى فى مواجهة محاولات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة للتغلغل وإحداث فوضى وإضطرابات تطال الصين ومصر والمنطقة المحيطة بالصين والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى