مقال

أمل

أمل

أمل

 

تأليف//أمجد العربى

 

منذ عدة سنوات و أنا مستسلم للروتين لا أعلم لماذا كأنه مخدر أدمنتة أو لأن إحتياجاتى اليومية لم تتطلب تغيره تتعدد الأسباب و لكنى متأكد إنه فقدان الشغف أصبحت كأيب لدى الكثير حتى ملو مجالستى هذا لم يحزننى فأنا أيضا مللتهم و مللت تقبلى لزيفهم كرههم أفادنى لا بأس المهم إنى أحياناً ما أثور على الروتين ولا أجد ملازاً أجد فيه الهدوء و البعد عن زحمة المدينة سوى البحر نعم أتردد عليه من حين لأخر فى صباح يوم تغيبت عن عملى كنت بحالة مزاجية سيئة قررت الهروب للصديق الذى أوده من وقت لأخر سرت فى الطريق الغير ممهد إليه تحملنى و تنزلنى الإنعواجات و بعض الصخور لا أعلم هل تحتفل بقدومى تحملنى على الأكتاف أو إنها تعيقنى و تمنعنى من القدوم لعزيزى البحر لم أهتم فى تحديد غرضها بقدر تحملى المرور منها كى أصل عندما نجحت فى ذلك شعرت ببهجة و راحة لإتمام مهمة العبور أخذت شهيقا كى تسعد رئتاى بهواء البحر النقى فقد أخنقتهما زحمة المدينة و عوادم المركبات و رائحة القمامة المنتشرة فى الكتير من الشوارع تقدمت بكرسيا المتحرك تجاه مقدمة الشاطئ حتى أوقفتنى الرمال كإنها تقول بغلظة هذا هو الحد المسموح لك قف هنا لكن لا بأس فهو أمامى هناك على اليسار لفت نظرى فتاة فى العشرينات من عمرها أظن تقف أمام البحر وحيدة فى حالة من التأمل ثم بدأت فى السير مبطئة يمينا و يسارا ناظرة له و بدأت تلوح بيديها بطريقة غير ملفتة لمورديه كإنها تلومه و يرد عليها بأمواج هادئة خوف أن يسير عصبيتها بدأت حركة جسدها فى الحدة تسير بخطوات أسرع حانية ساقيها و ملوحة بيدها يبدو بأن حدة اللوم تزيد و البحر يخشى من رد الحدة فأخذت الأمواج الهادئة تتوالى حتى تصل فى صورتها النهائية لمقدمة الشط مداعبة قدميها لكسر حدتها و التهوين عليها حتى إنه إستعان بأصدقائة النوارس ليصدروا أصواتا مبهجة و الطير و الجلوس بإطمئان فى صحبتة

كإنه يقول أنظرى ها هم أصدقاء مثلك يجلسون فى أمان يتسامرون و أوفر لهم الطعام أيضا ربما يكون القدر أو إختياراتك الخاطئة الناتجة من عدم دراسة الإختيار أو قلة التجارب ربما بدأت ألاحظ الغلظة فى الحركة سارت تمشى خطوات متوترة واضعة يدها وراء ظهرها حانية إياه ثم وقفت أمامة ناظرة نظرة عدم إقتناع بكلامة مرجعة السبب لسوء حظها بدأت فى لم بضعت حصوات و صارت تلقها فى البحر راجمة إياه طارت النوراس خوفا من العراك و بدأت الأمواج تعلو فى حالة دفاع البحر عن نفسه الأم أمل أمل

لم تهدأ و لم تسمع والدتها فغضبها غطى على سمعها و تركيزها فكلما فرغت يدها من الحصوات ملئتها بغيرها بدأت أشعة الشمس فى الحدة كى تنقذ البحر من غصب الفتاة باعدة إياها تحت أحد الشماسى إقتربت الأم من الشط مكررة النداء أمل..أمل

سمعتها أخيرا جريت نحوها تعرقلت فى قدم شاب يجلس واضع عصا بجواره تحت شمسية سقطت بجواره أخذ عصاه واقفا و مد يده لها حتى نهضت

أسفة

ولا يهمك إنتى كويسة

وضعت يدها خجلا منه على فمها فقد كان كفيف

إقتربت الأم بعد

الحمد لله أسفة مرة تانية

الأم. أسفة يا بنى

هههه ولا يهمك المهم إنها بخير ممكن تشرفونى إتفضلوا إقعدوا

قام بتوجيه العصا كى يعرف مكان الكراسى القريبة من طاولتة شعرت الأم هى و إبنتها بالخجل

أمل.. إرتاح إنت مش عايزين نزعجك

لا أبدا أنا باجى فى وقت فراغى بحب أقضيه على البحر

جلستا معه

إقترب مقدم المشروبات و أثر أن يتناولا معه المثلجات لكسر حدة الشعور بالحر أتى لهم ما طلبوه و تبادلا مع الشاب الحديث فى إبتسام و إرتياح نظرت أمل خلفها بعد ما سمعت صوت الموج الهادئ و إقتراب النوارس لسطح البحر نظرة بملامح هادئة مستريحة قابلة هدية البحر لها……….

 

تمت بحمد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى