مقال

حب الوطن من العقيده 

جريدة الاضواء

حماد مسلم يكتب عن 

حب الوطن من العقيده 

عبارة الوطن مجرد حفنة من تراب وطظ في …جعلتي ابحث في مفردات اللغة عن كلمات تعبر عن غضبي فلم اجد سوي الكلمات التالية في صورة مقالة تحسبها محاضرة تحسبها بحث احسبها كما تشاء ولكن تعالي نتفق علي حب الوطن والانتماء له والدفاع عنه لايخجلني ولكن يخجل من يحتقر وطنه عزيزي القارئ حب الوطن شعور إنساني فطري زاده الإسلام تأكيداً وبصيرة وعمقاً، ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها، وعاطفة تجيش في النفوس، شأنها في ذلك شأن سائر العواطف الأخرى، وحب الوطن واجب يقره الشرع ويفرضه الواقع، وارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط الرأس ومستقر الحياة ومكان العبادة، ومن خيراته يعيش ومن مائه يرتوي، وكرامته من كرامته، وعزته من عزته، به يعرف، وعنه يدافع، وهو محل المال والعرض ومكان الشرف، وعلى أرضه يحيا ويعبد ربه. وحب الوطن دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء. والوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد. قال الغزالي: والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص. والبشر يألفون أرضهم على ما بها ولو كانت فقرا مستوحشا، وقد اقترن حب الأرض في القرآن الكريم بحب النفس قال تعالى: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ». واقترن في موضع آخر بالدين: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». وهذا يدل على أن طبيعة الإنسان التي طبعه الله عليها حب الوطن والديار. وهذا الحب يجب ألا يظل حبيسا في الصدور ومكنونات النفس، ونحصره في الشعارات والهتافات، وإنما ينبغي أن يترجم إلى واقع ملموس، وأفعال حقيقية تعبر عن صدق الانتماء، وتسهم فعليا في إعلاء مصلحته العليا ونهضته والعمل على رفعته.

مفارقة الوطن ابتلاء

لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة وإلى مولده ومولد آبائه. فأنزل الله عليه: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ» الى مكة. ثم قال مخاطبا مكة: ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك. ويقول الله سبحانه وتعالى: «إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا». قال العيني: ابتلى الله سبحانه وتعالى نبيه بفراق الوطن. وعن عائشة، رضي الله تعالى عنها، قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبح في اهله

والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة

وهل يبدون لي شامة وطفيل

وقال: اللهم العن شبيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد. ولما قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، فدخل على عائشة، رضي الله تعالى عنها، فقالت له: يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها، وأغدق إذخرها! فقالت: يا اصيل لا تحزنا. فقال النبي صلى لله عليه وسلم: ويها يا اصيل دع القلوب تقر.

حب رسول الله لوطنه

كان صلى الله عليه وسلم يقول في الرقية: باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا. والشفاء في شم المحبوب، ومن ألوان الدواء لقاءُ المحبِّ محبوبَه أو أثرًا من آثاره؛ ألم يُشفَ يعقوبُ ويعود إليه بصره عندما ألقَوْا عليه قميصَ يوسفَ؟! قال الجاحظ: كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه! وقد استجاب الله دعاء نبيه، فكان يحبُّ المدينة حبًّا عظيمًا، وكان يُسرُّ عندما يرى معالِمَها التي تدلُّ على قرب وصوله إليها؛ قال أنس: كان رسول الله إذا قدم من سفرٍ، فأبصر درجات المدينة، أوضع ناقتَه – أي: أسرع بها – وإن كانت دابة حرَّكَها، من حبِّها؛ وعن انس رضي الله تعالى عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قدم من خيبر، حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال: هذا جبل يحبنا ونحبه. وهذا على المجاز والمراد أهل أحد، على حد قوله تعالى «واسأل القرية» أي اهلها. وكان عليه السلام يدعو الله أن يرزقه حبها فيقول: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد. وذلك لاستشعاره بأنها أصبحت بلده ووطنه الذي يحن إليه، ويسر عندما يرى معالمها التي تدل على قرب وصوله إليها. فكان إذا أقبل على المدينة قال: اللهم اجعل لنا بها قرارا وزرقا حسنا. قال الحافظ الذهبي مُعَدِّدًا جملة من محبوبات رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان يحبُّ عائشةَ، ويحبُّ أَبَاهَا، ويحبُّ أسامةَ، ويحب سبطَيْه، ويحب الحلواء والعسل، ويحب جبل أُحُدٍ، ويحب وطنه.

دعاء الأنبياء لأوطانهم

الحبُّ للوطن لا يقتصر على المشاعر والأحاسيس؛ بل يتجلَّى في الأقوال والأفعال، وأجمل ما يتجلى به حبُّ الوطن الدعاء. والدعاءُ تعبيرٌ صادق عن مكنون الفؤاد، لأنه علاقة مباشرة مع الله. ولقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة فقال: اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلتَ بمكة من البركة. وقد حكى الله سبحانه وتعالى عن نبيِّه إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام – أنه دعا لمكة المكرمة بهذا الدعاء، قال الله – تعالى -: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ». ودعاء إبراهيمَ – عليه الصلاة والسلام – يُظهِر ما يفيض به قلبُه، مِن حبٍّ لمستقر عبادته، وموطن أهله. لقد دعا لمكة بالأمن والرِّزق، وهما أهم عوامل البقاء، وإذا فُقِد أحدُهما أو كلاهما فُقِدت مقوماتُ السعادة، فتُهجَر الأوطانُ، وتَعُود الديارُ خاليةً من مظاهر الحياة. والأمن في الوطن مع العافية والرِّزق هو الملك الحقيقي، والسعادة المنشودة؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن أصبح منكُم آمنًا في سِربِه، مُعافًى في بدنه، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بِحَذافِيرها. والأمن والأمان مَطلَبٌ تَصغُر دُونه كثيرٌ من المطالب، وتهون لأجله كثيرٌ من المتاعب، وهو منَّة ومنحَة من الله؛ «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» وبالأمن والأمان يُنشَر الخير وتُحقَن الدماء، وتُصان الأعراض وتُحفَظ الأموال، وتتقدَّم المجتمعات وتتطوَّر الصناعات

ـــ إذا شعرت بالكآبة لأنك لا تملك سكناً، فتذكر أن هناك من ليس له وطن.

بِلاَدِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ

وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ

ــ جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن.

ــ لا يدرك النائم أنه يحلم إلا بعد ما يستيقظ، كذلك الغافل عن الآخرة لا يدرك ما ضيع إلا بعد ما يأتيه الموت، نعوذ بالله من الغفلة.

ــ لا تخبر الآخرين بأسرارك.. بعضها ذنوب.. بعضها أخطاء.. سيمر العمر.. وتنساها.. ويظل الآخرون يتذكرونها..

ــ عندما يكون الحديث عن المال، فإن كل الناس على دين واحد!

لَأَن أكون ذَنَباً في الحق أحب إليّ من أكون رأساً في الباطل…

وللأوطانِ في دم كل حرٍّ

يدٌ سلفت ودَيْن مُستَحَق

ــ أنا مغرم جداً ببلادي، ولكنني لا أبغض أي أمة أخرى.

لولا حب الوطن لخرب بلد السوء. وبحب الأوطان عمرت البلدان.

ـ ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوانات: الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاً.

المفهوم الأصيل لمعنى «الوحدة الوطنية»

يتألّف مفهوم الوحدة الوطنية من عنصري الوحدة والوطنية، وأنّ اندماج هذين العنصرين يشكّل هذا المفهوم، الوحدة تعني تجميع الأشياء المتفرقة في كلّ واحد مطرد، أمّا مفهوم الوطنية فقد اختلف فيه الباحثون، فوفق رأي البعض أنّ الوطنية هي انتماء الإنسان إلى دولة معينة، يحمل جنسيتها ويدين بالولاء إليها، على اعتبار أنّ الدولة ما هي سوى جماعة من الناس تستقر في إقليم محدّد وتخضع لحكومة منظمة، ويرى البعض الآخر من الباحثين أنّ الوحدة بمفهوم الفكر السياسي المعاصر هي اتحاد اختياري بين المجموعات التي تدرك أنّ وحدتها تكسبها نموّاً زائداً، وميزات اقتصادية وسياسية، تعزّز مكانتها العالمية.

كما رأى آخرون أنّ مفهوم الوطنية استمد من مفهوم كلمة الوطن الذي هو عامل دائم وأساسي للوحدة الوطنية، ومنها كانت كلمة وطني، وهي ما يُوصف بها كلّ شخص يقيم في الوطن كتعبير عن انتمائه لمجتمعه وتفانيه في خدمته والإخلاص له، والأساس في الوحدة الوطنية هو الإنسان الذي يعيش في الوطن، والذي ارتبط به تاريخياً واجتماعياً واقتصادياً، وكان اختياره لهذا الوطن عن طيب خاطر، لكن يرى آخرون أنّها تعني حبّ الوطن بسبب طول الانتماء إليه، وأنّها تختلف عن القومية بما تعنيه من حبّ للأُمّة بسبب ترابط أفرادها بعضهم ببعض، بسبب الاعتقاد، أو وحدة الأصل، أو الاشتراك باللغة والتاريخ والتماثل في ذكريات الماضي، لكن هناك توافقاً بين الوطنية والقومية على اعتبار أنّ حبّ الوطن يتضمّن حبّ الأرض والوطن، وأنّ الوطنية تنطبق على القومية، بشرط أن يكون الوطن هو مجموع الأراضي التي تعيش عليها الأُمّة وتدير سياستها الدولة.

ويرى البعض أنّ الوطنية تختلف عن القومية، على اعتبار أنّ الوطنية هي العاطفة التي تميّز ولاء الإنسان لبلده أو قبليته أو شعبه، سواء أكان ذلك في العصور القديمة أو الحديثة، وأنّ الولاء يأتي من خلال الاتصال بالعوامل الطبيعية والاجتماعية، وهي لا تقتصر على جماعة دون أُخرى، وهي تنظر بشكل دائم للماضي، أمّا القومية فهي تعني الخطة الدائمة نحو مستقبل الأُمّة، وأنّها تقتصر على مجموعة من الناس لهم كيان الأُمّة، فقد تقوم في ظل القومية الواحدة أكثر من دولة لكلّ منها استقلاليتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى