دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الفتاة المسلمة العفيفة

الدكروري يكتب عن الفتاة المسلمة العفيفة

الدكروري يكتب عن الفتاة المسلمة العفيفة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، وقال “أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بما؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيُبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيقول بعض الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ إلى ما بلغكم، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس اذهبوا إلى أبيكم آدم.

 

فيأتونه فيقولون يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبدا شكورا، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي، ائتوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني فأسجد تحت العرش، فيقال ” يا محمد، ارفع رأسك، واشفع تشفع وسل تعطه” متفق عليه.

 

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابة أجمعين، فيا أيتها الفتاة المسلمة العفيفة اتقي الله في أعز ما تملكين، فالخسارة أكبر مما تتوقعين، إنها خسارة دنيا ودين، فإن الصداقات الموبوءة التي تجمع شلليات الفتيات في الأسواق خطر قد يغفل عنه كثيرون، ولا يصحون إلا إذا دنا من الحمى خبيث، فيا مرارة غرسه، ويا خبث جنيه على أهل الدار كلهم، فهل يعي الذي يمنحون الحرية كاملة لبناتهم ونسائهم بل وحتى خادماتهم في الخروج وحدهن دون رقيب ولا حسيب عواقب الخسران الوبيل؟ فإن الأصل في المرأة أن تقر في بيتها، وهو أزكى لها وأطهر، وليس لها أن تحادث الرجال إلا فيما هو حاجة أو ضرورة، أو علم أو فائدة، من وراء حجاب، أما إذا خاطرت بنفسها ودخلت فيما ليس من شأنها فإنها تجازف بحياتها.

 

وإذا كانت الكثرة الكاثرة من حوادث الاختلاء المحرم في الأسواق بسبب تبرج المرأة واستهانتها بحجابها، فإن المخاطرة بالقرب من الرجال الأجانب والحديث معهم حتى مع النية الطيبة يظل حذرا مخيفا، فاعلموا أن دينكم هذا تمام وكمال، وأن هذه الشريعة حسنة قد جاء الله فيها بكل ما يصلح أحوالنا وشؤوننا، وفرض فيها ما شاء من الأحكام لمصالحنا، وجاء فيها بما فيها من الآداب لأجل حسن عيشنا، وجاء في هذه الشريعة آداب الطعام، وآداب الشراب، والخلاء والجماع، وغيرها، ومن ضمن ما جاء فيها ذكر لآداب نحتاجها في السوق لأن كل الناس يتعرضون لهذا، وإن الأسواق لها أدب في الشريعة، ونزول السوق يحتاج إلى فقه في الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى