دين ودنيا

الدكرورى يكتب عن القتال ما بين الشجاعة والحمية

الدكرورى يكتب عن القتال ما بين الشجاعة والحمية

الدكرورى يكتب عن القتال ما بين الشجاعة والحمية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين عظيم العطاء، وصاحب الكرم والجود والسخاء، يصطفي بالفضائل من عباده من يشاء، المعطي لمن اختصه بقضاء حوائج العباد عظيم الجزاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الموصوف بنبي الرحمة، والمؤنس للفقراء والضعفاء، فاللهم صلي عليه صلاة ذاكية نامية ما دامت الأرض والسماء، أما بعد فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء، فقال صلى الله عليه وسلم “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” وإن الله تعالى انتدب عباده إلى البذل في سبيله، فقال تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة”.

وقال تعالى كما جاء فى سورة المزمل ” وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا” فتسابق المؤمنون في هذا المضمار المبارك فهذا يبذل الأموال وآخر يتصدق بنصف ماله أو ثلثه وذاك يعد بالكثير من الإعانات والهبات، وآخر قد أوقف نفسه وفرغها في أعمال البر والخير، يبذل وقته في نفع المسلمين إغاثة ودعوة وتعليما، وكلهم على خير إن شاء الله، ولكن هناك صنف من الناس هانت عليهم دنياهم ولم تغرّهم مُتع الحياة وزخرفها، ولم يقعد بهم الخوف على الذرية والعيال، سلكوا طريقا جبن عنه الكثير، اختاروا طريقا قلّ سالكوه، وركبوا بحرا تقاصرت الهمم عن ركوبه، فإنهم علموا أن العمر محدود والطريق طويل، فاختاروا أرفع المقامات وتسنموا ذرى الإسلام.

فعلموا أن أغلى ما يملكه الإنسان روحه التي بين جنبيه، فقدموها قربانا إلى ربهم، وإنه يهون المال والمتاع دون الدم، ولكنهم أراقوا دماءهم في سبيل الله، فقد سمعوا قول الله تعالى كما جاء فى سورة التوبة ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والأنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم” فعقدوا البيع مع الله، وإن السلعة أرواحهم ودماؤهم، والثمن الموعود عند الله تعالى هو الجنة، ومَن أوفى بعهده من الله؟ فيا لله ما أعظمه من بيع، وما أعظمه من ربح، فما أشجعهم، غادروا أوطانهم، وهجروا نساءهم، وفارقوا أولادهم وخلانهم يطلبون ما عند الله تعالى، فتركوا لذيذ الفراش ورغد العيش.

وخاطروا بأنفسهم في سبيل الله يطلبون الموت مظانه، فسبحان الله ما أقوى قلوبهم، وسبحان الله ما أقوى إيمانهم حين يعرضون رقابهم للحتوف ويريقون دماءهم تقربا إلى الله ربهم، طمعا فيما عند الله، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” انتدب الله لمن خرج فى سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى