مقال

الرسول والأركان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرسول والأركان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك القدوس العزيز الحكيم، بيده الخير يخلق ما يشاء ويختار وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين أبدا، وعلى آله وصحبه الذين فازوا بالسبق إلى الخيرات ونصرة هذا الدين القَويم، الذي كان صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض وعلى الحصير والبساط، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له” رواه أبو داود.

وعن أبي أمامة الباهلي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا” رواه أبو داود، وكما كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة وقد خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا، وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة، وعلى النطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رماله، وتارة على كساء أسود‏، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه ” دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم.

فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر قال ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال بلى قال هو كذلك” وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية، فعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب” رواه الترمذي، ومعني الإهالة السنخة أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث، وكما كان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الكبر، وكيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله” رواه البخاري.

وكيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم ” آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد” وكيف لا وهو القائل صلى الله عليه وسلم ” لو أُهدي إليّ كراع لقبلت ولو دُعيت عليه لأجبت” رواه الترمذي، وكيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” وأما بعد فإن الركن الرابع في الإسلام وهو صيام رمضان، وهو موسم عظيم يصقل فيه المسلم إيمانه، ويجدد فيه عهده مع الله عز وجل، وهو زاد إيماني قوي يشحذ همته ليواصل السير في درب الطاعة بعد رمضان، ولصيام رمضان فضائل عدّة.

فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه، وحسبُك من فضله أن أجر صائمه غير محسوب بعدد، أما عن الركن خامس فهو الحج إلى بيت الله الحرام وقد فرض في السنة التاسعة للهجرة، فيقول الله تعالى فى سورة آل عمران ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” وقد فرضه الله تعالى تزكية للنفوس، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة، فضلا على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، فقد جاء في الحديث “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى