مقال

حياة المسلم مع المشقات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حياة المسلم مع المشقات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد فهذه الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين منهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بادئ الرأي، إذ قاسوا المنزلة عند الله والزلفى إليه بمقياس الجد والنصب، لا بمقياس الحرج والعنت، فذهبوا يسألون أمهات المؤمنين عن عبادته صلى الله عليه وسلم في السر كما في رواية الإمام مسلم فلما أُخبروا أخذهم جانب من العجب، كأنهم استقلوها بالنسبة إلى أنفسهم، وهنالك اعتذروا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله قد غفَر له، وآتاه ما لم يؤتي أحدا غيره، فلا عليه ألا يزداد، وهذا مكانه من الله عز وجل، ثم أصروا على أن يأخذوا أنفسهم بالأشق من العبادة، فواحد يلزم نفسه قيام الليل كله لا يذوق فيه نوما. 

وآخر يفرض على نفسه صيام الدهر كله لا يُفطر إلا يوما حرّم الله صومه، وثالث يترهب فلا يتزوج أبدا، يبغي بذلك التفرغ لعبادة ربه، وظنوا أن هذا طريق السبق إلى الدرجات العلا، وأن بُعد الشقة بينهم وبين الرسول صلي الله عليه وسلم يسوّغ لهم ما ذهبوا إليه، فما أن علم صلوات الله عليه بما اعتزموا حتى اشتد عليهم في العتاب الذي ترى، وأبان لهم أن القصد في العبادة أزكى للنفوس وأضمن لها في تحصيل ما تصبو إليه من سبق وفضل، ثم نقَض حكمهم أن المغفور له لا يحتاج إلى مبالغة في العبادة، بأنه بها أجدر وأحق قضاء لحق النعمة، ووفاء بواجب الشكر، ولكنه يقتصد في الأعمال ليكون القدوةَ المثلى فيما يدعو إليه، وإن من أكبر المظاهر وأصدقها مغالبة الصعوبات والأعذار. 

فالمسلم الجاد لا يستسلم أمام المشقات، ولا يضعف أمام العقبات، بل يغالبها، ويبحث دائما عن مخارج، ويضاعف الجهد، ويحرص على المشاركة حتى آخر لحظة بأقصى ما يملك، ونراها في الأخذ بالعزائم، والحرص على أداء الواجب والمشاركة فيه مهما كانت الظروف، ولقد فرض الإسلام علينا فرائض ووضع لنا حدودا وشروطا لكل التعاملات وأمرنا الله عز وجل بأن لا نتعدي حدوده عز وجل، وفي التعامل في البيع والشراء حدود وشروط حتي يصح هذا البيع ويكون جائزا ومشروعا ومن ذلك أنه يجب علي البائع إظهار ما في المبيع من عيوب، وهذا واجب ومن حق المسلم علي أخيه المسلم،إذ روي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. 

“المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بيّنه له رواه ابن ماجه، وعن أبي سباع رضي الله عنه قال ” اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع، فلما خرجت بها أدركني يجر إزاره فقال اشتريت؟ قلت نعم، قال أبيّن لك ما فيها، قلت وما فيها؟ قال إنها لسمينة ظاهرة الصحة، قال أردت بها سفرا أو أردت بها لحما؟ قلت أردت بها الحج، قال فارتجعها، فقال صاحبها ما أردت إلى هذا أصلحك الله، تفسد علي، قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “لا يحل لأحد يبيع شيئا إلا بين ما فيه، ولا يحل لمن علم ذلك إلا بينه” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله واصحابه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى