مقال

الاحتفال بالمولد النبوي هو الاحتفال بولادة الحق والخير

جريده الاضواء

حماد مسلم يكتب
الاحتفال بالمولد النبوي هو الاحتفال بولادة الحق والخير
……………..
عروسه حصان وحلاوة زمان بعبدا عن الاختلاف وبعيدا عن المتشددين وبعيدا عن الضالة والمضللين يحتفل مسلموا العالم في كل عام بمناسبة عظيمة وعزيزة على قلب كلّ مسلم، وهي مناسبة ولادة النبيّ عليه أشرف الصلاة والسلام، والتي يُصادف تاريخها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقد كان مولده عليه الصلاة والسلام مولد الخير والحقّ، وكان شعاع النور الذي جاء للقضاء على الظلام، فهي ولادة سيد الخلق وأعظم شخصيات التاريخ، وخاتم الأنبياء وأشرف المرسلين، وقد ولد صلّى الله عليه وسلّم في العام نفسه الذي نجّى الله تعالى بيته الحرام من شرّ أبرهة وجيشه بمعجزة الطيور الأبابيل التي قضت على فيلة أبرهة، ليكون المولد النبويّ الشريف شعاع الأمل لتغيير الدنيا والقضاء على الجهل والظلم الذي كان سائدًا في ذلك الوقت، فهذا مولد خير البرية الذي بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين.
كانت ولادته الشريفة مشعل للهداية والنور للعالم بأسره، وقد جاء عليه الصلاة والسلام ليرسم للبشر طريق الفلاح والنجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، ولم يكن تأثير النبيّ الكريم مقتصرًا على الزمان الذي بُعث فيه، بل كان معروفً عند أهل مكة قبل البعثة النبويّة بأخلاقه وصدقه وأمانته حتّى لقبته قريش بالصادق الأمين.
وقد اصطفى الله تعالى نبيه ليكون له الأخلاق العالية والسيرة القويمة، وقد كانت أخلاقه الحميدة وسيرته العطرة سبب محبة الناس له عليه الصلاة والسلام، كما كانت السبب في دخول الكثير من الصحابة في الإسلام، فقد صدقوه وآمنوا بدعوته والتفوا حوله يساندونه في الحقّ، فكانوا شعلة الإسلام الأولى، في مكّة المكرمة، وكانوا نواة الدولة الإسلامية الأولى التي ملأت الأرض بعد ذلك عدلًا وخيرًا، ونشرت الإسلام في شوي بقاع الأرض، فتأتي فرصة المولد النبوي في كل عام لتذكرة المسلمين بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما عاشه من المعاناة برفقة صحابته الكرام، وما واجهوه من المشاق والصعوبات في سبيل نشر رسالة الإسلام.
المولد النبوي الشريف هو فرصة ليزيد تمسّك الناس بالقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، وأن يسعى كلّ مسلم إلى السير على نهج النبوة، كما على كلّ أب مسلم أن يعلّم أطفاله سيرة رسول الله وأخلاقه، وأن يروي لهم السيرة النبوية منذ بداية ظهور ملامح الإسلام الأولى وحتّى قامت الحضارة الإسلاميّة في جميع أنحاء الأرض.
في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ولد نبيّ الهدى محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، وعمّ الفرح والبهجة جميع أنحاء مكّة والجزيرة العربيّة، وعندما ولدت به أمّه آمنة بنت وهب رأت نورًا يخرج من حجرها ليعمّ شرق الأرض وغربها، وكانت ولادته شهلةً ميسرة ولم ترَ فيها تعبًا، وتعهّد الله تعالى بالرعاية والعناية، وعلى الرغم من أنّ رسول الله قد ولد بأشدّ درجات اليتم إلّا أنّ الله سبحانه وتعالى يسّر له جميع أموره، لينشأ على أحسن الأخلاق وأتّمها، ليكبر النبيّ الكريم في أرجاء مكّة ويلقب فيها بالصادق الأمين، لما رآه منه أهل مكّة من شدّة الصدق والأمانة، فصلّى الله عليه يا رسول الله وسلّم وبارك.
لقد كانت ولادة النبيّ المصطفى محمّد عليه الصلاة والسلام نورًا أضاء المشرق والمغرب، فصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
إنّها ولادة نبيّ الهدى محمّد عليه الصلاة والسلام الذي رُفع ذكره وكَمُل دينه وبارك الله تعالى في أمته وجعل رسالته خاتمة الرسالات السماويّة، صلّى الله عليه وسلّم.
في مولد النبيّ الكريم لا بدّ أن يتعرف جميع المسلمين على سيرة رسولهم العطرة، فهو سيد ولد آدم وهو عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين.
يا رسول الله يا نورًا تجلّى على الأرض برمتها، ليس هناك مناسبة أجمل من يوم ولادتك، فصلّى الله عليك يا سيدي يا رسول الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى