مقال

رسول الله يصف لنا السنوات المتأخرة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله يصف لنا السنوات المتأخرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، فهو صلى الله عليه وسلم الذي كان رحيما في تعامله مع الناس حكيما في توجيههم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مه مه، أي اترك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا تزرموه، أي بمعني لا تقطعوا بوله” فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله ثم دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له ” إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ” ثم قال لأصحابه صلى الله عليه وسلم ” إنما بُعثتم مبشرين ولم تُبعثوا معسرين، صُبّوا عليه دلوا من الماء “

وعندها قال الأعرابي ” اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا” فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم “لقد تحجّرت واسعا” أي بمعني ضيقت واسعا” متفق عليه، وهو صلى الله عليه وسلم الذي كان يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب” رواه الترمذي، ومعني الإهالة السنخة أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث، وقال صلى الله عليه وسلم ” لو أهدي إليّ كراع لقبلت ولو دُعيت عليه لأجبت” رواه الترمذي، وهو صلى الله عليه وسلم الذي كان يقضي حوائج الناس، فعن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته” رواه النسائي والحاكم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تلك السنوات المتأخرة وكلما بعد الوقت عن الوحي كلما قلّ خيره وزاد شره، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما جاء زمان إلا والذي قبله خير منه ” ومعنى الخداع هو نوع من التدليس على الناس، وهى مهنة قديمة للسحرة والدجالين الذين يلبسون الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق وذلك طمعًا فى دنيا زائلة ومنصب بغيض، كما زين فرعون لقومه الباطل وتمادى فيه حتى صار بعد ذلك يستخف بعقولهم وهم يتبعونه.

ولاتعجب ففي أيامنا من يزين للناس الباطل ويستخف بهم والناس يصدقونه، وهذا من عجب السنين، ومن قبح هذه السنوات أن يصدق فيها الكاذب، ومن هنا يقاس ويوزن المرء بإعمار المساجد وذكر لله وعمل لدين الله، وإن الفرق واضح ولكن لمن كان له بصر وبصيرة، فيحكم في أمور دينه ودنياه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأما عن الرويبضة فلهم حظ في هذه الأيام الخداعات، ولكن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي ” ويجب علينا أنى نعى حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما ” جاء الدين غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء” قالوا: ” من الغرباء يارسول الله؟” قال ” هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي ” رواه الترمذي واصله فى البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى