مقال

لقد أفسدوني بأفعالهم

جريدة الاضواء

لقد أفسدوني بأفعالهم

بقلم /السيد شحاتة

لم يكن من السهل علي مثلي أن أعترف أمام نفسي أنني قد تغيرت فلطالما كنت أرفض وأقاوم فكرة التغيير نفسه

أرفض الخضوع والاعتراف بأنني حقا لم أعد هذا الشخص الذي كنت عليه من قبل
فـبعدما كنت أتشبث بـالجميع حتى تقطعت أناملي
أصبحت أمهد الطريق للذين يبحثون عن أقصر الطرق للرحيل عني
بعدما كنت أفضل سعادة الجميع ولا أفكر إلا في ارضائهم مهما كلفني الأمر أصبحت لا أفكر إلا في سعادتي وأرضائي لنفسي ولـحياتي

لم أعد ذاك الشخص الذي لا يرحل عن أحد مهما حدث بل تحولت لشخص يعرف كيف يرحل
كيف ينسحب من الطرق التي تستهلك طاقته
وفي الوقت الذي يرغب قلبي في البقاء أصبحت أجيد التخلي لمجرد إنني أشعر بالتعب
لقد ضاعت أيامي في انتظار أشياء رحلت لن تعود ومن بعدها أقسمت أن لا أنتظر أحد مهما يحدث
فقد استهلكت طاقتي تماما في الحب حتى انهزمت فأيقنت أن لا أغرق في الحب مرة أخرى

ولم يكن الفوز في المناقشات ومد فترة الخصام أشياء مفضلة عندي
لكن وبعدما اكتشفت أن الهزيمة في المناقشة أمام من تحب لا تعتبر حب
بل تتحول لضعف وعجز أصبحت أحول المناقشات مع الذين أحبهم إلى ساحة حرب لا يهم إن حطمت قلوبهم المهم أن لا أنهزم

وبعدما كنت لا أطيق فكرة الخصام منه تحولت لشخص يعرف كيف يعاتب بل و يهجر ويدخل في حالة طويلة من الخصام والصمت
فلم تعد الوحدة مرعبة ولم يعد يخيفني الظلام

فالفقد أهون من البقاء مع شخص لا يقدر وجودك والخصام أهون من شخص يعتبر إعتذارك ضعف وهزيمة

والحروب التي تنسحب منها في جولتها الأولى أفضل من الحروب التي تخوضها فيهزمك الذي تحارب لأجله فالإستسلام أخف قسوة من الخذلان

لقد أفسدوني بأفعالهم و قتلوا آخر ما تبقى من صفاتي الجميلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى