مقال

الذين يفسدون فى الأرض

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الذين يفسدون فى الأرض
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالَمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، الذي كان من صبره صلى الله عليه وسلم أنه يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة، وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان، ومن صبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان، فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال ” تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن النفاق هو إفساد في الأرض، ولقد قال الله تبارك وتعالى ” وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ” وأيضا تكذيب الرسل فهو فساد، فقال الله تبارك وتعالى عن آل فرعون “وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين” وقال سبحانه وتعالى عن قوم صالح ، وأن صالحا قال لهم ” ولا تطيعوا أمر المفسدين، الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون ” ويدخل فيه الصد عن سبيل الله، فقال الله تبارك وتعالى “ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين”

وكذلك فإن اللجوء إلى غير الله تعالى ودعاء الأموات إفساد، وكذلك فإن قتل النفس إفساد، وتعظم الجريرة إذا كان المقتول مصلحا، كما قال الله تبارك وتعالى “وكان فى المدينة تسعة رهط يقسدون فى الأرض ولا يصلحون” وإن اشترك القوم بالرأي والمكيدة ، فهو إفساد الطبقة المتنفذة المتسلطة ، ولذا قال سبحانه وتعالى ” قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون” ومعنى التبييت هو قتله ليلا، فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام، وكذلك فإن قتل الأنفس البريئة إفساد، وكذلك فإن بخس الموازين والتطفيف بالكيل إفساد، فقال الله تبارك وتعالى على لسان شعيب عليه السلام ” فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها “.

وكذلك فإن التقاطع في الأرحام وعدم وصلها فهو إفساد فقد قال الله تبارك وتعالى” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم ” وكذلك فإن نقض العهد، وعدم الوفاء به، وقطع ما أمر الله به أن يوصل فهو إفساد، وأيضا فإن الإسراف ومجاوزة الحد في الغي والتمادي في المعاصي إفساد، فقال الله تبارك وتعالى على لسان نبيه موسى عليه الصلاة والسلام ” كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ” وإن إيقاد نيران الحروب بين عباد الله إفساد، فقال الله تبارك وتعالى ” كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ” وكذلك فإن السحر إفساد، فقال الله تبارك وتعالى “قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى