مقال

مقامات الصديقين المقربين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن مقامات الصديقين المقربين
بقلم / محمــــد الدكـــروري
الأربعاء الموافق 25 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إن هناك درس في فن القيادة ونموذج فريد في الشهادة، فقيل أنه بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف في غزوة بدر، ويستحث الهمم للقتال، تعمد سواد بن غزية الخروج عن النظام حيلة منه، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه، قائلا له ” استوي يا سواد” وإذا بالصحابي الجليل يتصنع الوجع من وكزة القدح، ويطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص ليكون أول اختبار للقيادة النبوية الرحيمة في ساحة الجهاد، وليكون أول درس من النبوة يلقي الضوء على القيادة فيما بعد، وفي أحرج المواقف، ويكشف الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم للصحابي عن بطنه ليقتص منه.

قائلا صلي الله عليه وسلم “اقتص يا سواد” فيقول يا رسول الله، ليس بي ألم، وإنما أردت أن يمس جلدي جلدك، ثم أقبل على بدن الرسول يقبّله، ومن نماذج من الشهداء في الاستماتة في المعركة والصبر والطاعة للقيادة هو الصحابي عمرو بن الجموح يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم في المعركة أن يدعو الله له بأن يرزقه الشهادة في سبيل الله، وإلى جانب الشهادة طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أيضا بأن تصحبه عرجة قدمه في الجنة، ويستجيب الله دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قاله للصحابة بعد المعركة ” إن الشهيد عمرو يتبختر بعرجته في الجنة” فهنيئا لمن كتبهم الله من الصابرين، فنالوا مقامات الصديقين المقربين، فقد جعل الله تعالي هذه الدنيا دار الفناء.

ومنزل الاختبار والبلاء، فلا ينجو من بلائها غني ولا فقير، ولا عظيم ولا حقير، ولا مؤمن تقي ولا كافر شقي، بل إن حظ المؤمن من البلايا أكبر، ونصيبه أعظم ليُكفر الله عز وجل سيئاته، ويرفع له درجاته، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه ” والنصب هو التعب، والوصب وهو المرض، وإن الصدق في تطبيق الإسلام هو أن تطبق الإسلام في نفسك وبيتك وعملك ومجتمعك، وهذا لا يكون إلا بالتقوى، لذا قرن الله بين الصدق والتقوى، فقال تعالى كما جاء فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين “

ويكفي أن نعلم أنه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من عذاب النار إلا صدقه فقال تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ” وأما جزاؤهم، فكما قال تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” لهم درجات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنه ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ” وكما جاء فى سورة يونس ” وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ” وكما جاء فى سورة القمر ” إن المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ” وهذه حقائق يجب إدراكها، ويجب علينا أن نتعرف عليها، وأن نعيشها، وأن يدخل كل منا في نفسه، وأن يتهم كل منا نفسه، فما لم نتهم أنفسنا، فنحن على خطر عظيم، ولسنا بصادقين في إيماننا، لذا قال أحد السلف “لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى