مقال

أفهام الناس حول الحياة الطيبة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أفهام الناس حول الحياة الطيبة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 5 نوفمبر

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، إن في حضور الطفل دروس العلم في المسجد وحلقات تحفيظ القرآن، ثقافة دينية للطفل، وأيضا دخوله مكتبة المسجد وتزوده بما فيها من قصص للقرآن الكريم، وكتب للسيرة، والمغازي، والتاريخ الإسلامي، ونحوها، وينبغي أن تشمل مكتبة المسجد على كتب تناسب أعمار الطفل المختلفة، كما أن حضور الطفل خطبة الجمعة وهي الدرس الأسبوعي المفروض على المسلمين جميعا وشعور الطفل بوحدة المسلمين وتجمعهم وقوتهم، ووحدتهم، كل هذا يغرس في نفس الطفل الكثير من المبادئ التي يصعب عليه تعلمها نظريا لأنها أمور علمية، وتعود الطفل ارتياد المسجد سوف يدفعه إلى البعد عن أصدقاء السوء.

والبعد عن مواطن الشبهات، وعن اقتراف المحرمات، والبعد عن الانحراف بكل وسائله، ومصاحبة الأخيار والصالحين ومن ينفعه في الدنيا والدين، إن للناس في كل زمان أفهام حول هذه الحياة الطيبة، وهم تبعا لذلك أصناف فمنهم من يرى الحياة الطيبة في كثرة المال وسعة الرزق، وأنه إذا توفرت له هذه الأمور فإنه في حياة طيبة وحياة كريمة، فهو يسعى في ذلك ويجهد نفسه، ويسلك كل الوسائل التي يرى أنها تمكنه من الحصول على مطلبه بل بعض الناس يجعل من هذه الغاية مبررا لكل وسيلة، فيتخذ كل ما خطر بباله ويرى أنه يوصله لهذه الغاية، ولو كان مما حرم الله تبارك وتعالى، إن كان من قبيل الربا أقدم ولا يبالي، حتى ولو ذكر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه”

ويسعى إلى المال ولو كان من قبيل الرشوة، حتى ولو ذكر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم “لعن الله الراشي، والمرتشي، والمرشي، والساعي بينهما” ويسعى للحصول على المال، ولو كان بأكل أموال اليتامى ظلما، ويسعى للحصول على المال، ولو كان في أكل أموال الناس بالباطل، ويسعى للحصول على المال، ولو كان بالغش والأيمان الكاذبة والحيل المحرمة، كل ذلك بُغية أن يحصل على مقصوده ليحصل على ما يراه من حياة طيبة يضني نفسه ويجهدها، ويضني من تحت يده ويجهدهم بل ويظلمهم، وبعضهم قد يصل إلى الذين حذر الله ورسوله منهم بقوله كما جاء فى سورة التوبة “فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون”

وكذلك يسعى ويرى أن غيره ممن لم يكن على شاكلته لم يعرفوا معنى الحياة الصحيحة بعد، ولم يذوقوا لها طعما، وقليل من الناس من يكسب المال من حلال، ويحرص على أن يضعه في حلال، ويجعله معونة على طاعة ربه حتى لا يفتنهم في دينهم، فإنه ينبعي تعود الطفل على ارتياد المسجد وألفته به، فإن لم يتعود الطفل على ارتياد المسجد منذ الصغر، سيكون من الصعوبة بمكان عليه تعوده في المستقبل في شبابه، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ” ورجل قلبه معلق بالمساجد” فالرجل الذي يعتاد الذهاب إلى المسجد مشهود له بالإيمان، وما أجمل أن يتعلق قلب الصبي وعقله بالمسجد والأذان، فحين يسمعه ما يلبث إلا أن يلبي داعي الله.

وربما كان هذا سببا للأذان في أذن المولود حين يولد، حتى يكون أول ما يسمعه الأذان حتى يطرد الشيطان عنه، وذلك لأن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى