مقال

أرض سيناء والعائلة المقدسة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أرض سيناء والعائلة المقدسة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إنه من أرض سيناء دخلت العائلة المقدسة وأنه لا يوجد شيئ اسمه عائلة مقدسة، فالتقديس فقط لله تعالى وكان ذلك عام اثنين من الميلاد وكانت تتكون الأسرة من السيدة العذراء ومعها السيد المسيح الطفل إلى الأرض الآمنة أرض الإله وخرج السيد المسيح عيسى عليه السلام من مصر بعد قضائه سبعة عشر عاما فى أحضان العقيدة حاملا رسالة الإنجيل ينشرها لا فى أرض فلسطين وحدها التى كان يحكمها الرومان عبدة الأوثان بل لينشرها فى عالم الغرب بأكمله الذى كان يحكمه الرومان ويسيطرون على مقدراته، وكما كانت أرض سيناء أحد أهم المعابر خلال القرون الأولى من الفتح الإسلامي.

وعبرها الصحابي الجليل القائد عمرو بن العاص عند قدومه لفتح مصر عامستمائة واحد وأربعون من الميلاد، وهناك العديد من الهجرات التى عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامى فأخذت تزداد على سيناء خلال العصرين الأموى والعباسى، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر طولون، نتيجة إنهيار النفوذ العربى خلال العصر العباسى الثانى، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس والأتراك، وتعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبيين خلال الحروب الصليبية، حيث قام بلدوين الأول وهو حاكم بيت المقدس الصليبى بالتوغل فى وادى عربة للسيطرة على المنطقة الواقعة جنوبى البحر الميت، ثم شيد سنة ألف ومائة وخمسة عشر من الميلاد، حصن الشوبك ليكون مركزا يمكن للصليبيين منه.

السيطرة على وادى عربة بأكمله، وفى العام التالى سنة ألف ومائة وستة عشر من الميلاد، خرج الحاكم بلدوين فى حملة أخرى، وسار حتى أيلة، وهي على ساحل خليج، وشيد فى أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم فى الطريق البرى للقوافل بين مصر والشام، واستمر بلدوين فى استراتيجيته الرامية إلى السيطرة على شبه جزيرة سيناء والطرق المؤدية إليها، فبنى قلعة وادى موسى فى عام ألف ومائة وسبعة عشر من الميلاد، وفى العام التالى خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالى الذى يمر بشمال سيناء، ووصل إلى مدينة الفرما وهي السويس حاليا، حيث أحرقها، وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين فى عام ألف ومائة وواحد وثمانين من الميلاد، وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلى بلادهم.

لاستخدامها فى صناعة السفن المعروفة بالجلاب التى تصنع من جذوع النخيل، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبى للسيطرة على البحر الأحمر، إلا أن خطة رينالد فى السيطرة على سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التى قام بها الأيوبيون، وخاصة صلاح الدين الأيوبى فى وقف حملات رينالد فى البحر الأحمر، والتى وصلت حتى عدن، وإسطول حسام الدين لؤلؤ، الذى دمر الأسطول الصليبى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى