مقال

الهدف من بعثة النبي الكريم

الدكروري يكتب عن الهدف من بعثة النبي الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن الهدف من بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو إخراج الناس من الشقاوة إلى السعادة، ومن الضلالة إلى الهدي ومن الجهالة إلى العلم ومن الظلمات إلى النور، فالقرآن نزل لسعادة البشرية لا لشقائها وحينما ننظر إلى سورة طه نجد أنها تكلمت في مطلعها وثناياه وخاتمتها عن الشقاوة التي هي ضد السعادة، ففي مطلعها قال تعالى “طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى” وفي ثناياها بيّن الله أن سبب طرد آدم من الجنة هو اتباع إبليس الداعي إلى العصيان والشقاوة فقال تعالى فى سورة طه “فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى”

وفي ختام السورة يبين الله أن طريق السعادة في الدنيا والآخرة، هو اتباع هدى الله عز وجل وأن شقاوة الناس في الإعراض عنه سبحانه وتعالى، فقال تعالى ” فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” وإن لفظ السعادة بمشتقاته لم يرد في القرآن سوى في سورة هود عليه السلام فقال تعالى “وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ” والسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين،هما السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى، إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة.

وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة فقال الله تعالى فى سورة النحل “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” فقد بينت الآية الكريمة أن من لوازم السعادة في الدنيا هو الإيمان والعمل الصالح، وأما عن السعادة الأخروية، وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا وأعلى مراتب السعادة الأخروية الجنة ورؤية الله تعالى، فقد قال تعالى فى سورة هود “وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ” وقال سبحانه وتعالى فى سورة يونس ” للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون” فالحسنى الجنة، والزيادة هى رؤية الله عز وجل.

وإن من التطبيقات السيئة للتيسير أن بعض ألائمة يجمع بين الصلاتين بدون عذر ظاهر وإنما لمجرد وجود الغيم أو نزول رذاذ يسير لا يبل الثياب ولا تلحق به مشقة، وهذا غلط كبير ومن فعل ذلك فعليه إعادة الصلاة المجموعة جمع تقديم لأنه صلاها قبل دخول وقتها بدون عذر شرعي، وبعض جماعة المسجد قد يحملون الأمام على الوقوع في هذا المنكر، حيث يطالبون الإمام بالجمع ويلحون عليه مع عدم وجود العذر وهذا غلط منهم ولا يجوز له مطاوعتهم، فالجمع رخصة إذا وجد سببها وإذا لم يوجد السبب كان الجمع حراما والخطأ في ترك الجمع أفضل من الخطأ في فعله فلا يكن همّ المسلم فعل الأخف بل ليكن همه موافقة الشريعة في الرخصة والعزيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى