مقال

القيم الإنسانية على أرض الواقع

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن القيم الإنسانية على أرض الواقع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 25 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن من أهم سمات التربية النبوية للصحابة رضوان الله عليهم في المرحلة المكية هو الصبر والثبات أمام المحن والابتلاءات، مع التفاؤل والتطلع للمستقبل المشرق الذي ينصر الله عز وجل فيه الإسلام، والتعلق بما أعده الله لهم في الجنة من النعيم، فلم يكن في وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم شيئا لهؤلاء المستضعفين المعذبين وليست لديه القوة ليستخلصهم من الأذى والعذاب الواقع عليهم، فكان يحثهم ويربيهم على الصبر والثبات.

ويزف لهم البشرى بالمغفرة والجنة، فضربوا رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في التضحية والرضا والصبر والثبات، وأصبحت مواقفهم قدوة للأجيال المتلاحقة على مر العصور والتاريخ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وإن القيم الإنسانية هي القواعد المؤسسة للمنظومة الأخلاقية المتكاملة، والتي تعارفت عليها الفطر الإنسانية السليمة، والتي رُسخت، وتم تأكيدها من الديانات، والأفكار الإصلاحية، والأعمال الفنية، والأدبية العظمى وتظهر القيم الإنسانية على أرض الواقع، من خلال التعاملات اليومية بين الناس، وهي تضم طيفا واسعا من القيم والأخلاق الحميدة كالصدق، والأمانة، والتعاون على الخير، وحب الآخرين، ومساعدة المحتاجين، والمودة، والاهتمام بالناس، وتفقد الضعفاء، وإرساء العدالة، وما إلى ذلك.

ومن هنا فإنه لا يمكن لأي إنسان عاقل أن ينكر إحدى هذه القيم، وإلا أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أنه أبعد ما يكون عن الإنسانية، وقال رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ” طلب العلم فريضة على كل مسلم” ومسلم هنا تعني جنس المسلمين ذكورا وإناثا، وهذا العلم الذي ألزم الله به الإنسان هو العلم بربه وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبدينه لكي يعبد الله تعالى على الوجه الصحيح، أما العلوم المادية فهذه قد فتح الله للإنسان فيها باب اكتسابها عن طريق التجربة والتعلم، ولذا فإن جميع الرسل من أولهم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يشتغلوا بتعليم الناس أمور دنياهم وإنما أرسلهم الله سبحانه لتعليمهم الأمر العظيم الذي خُلقوا له وهو دينهم الذي هو زادهم إلى الدار الآخرة الخالدة بعد الموت، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “أنتم أدرى بأمور دنياكم”

وإن هناك ممارسات خاطئة، حيث يبالغ بعض المتدينين في ادائهم لبعض الشعائر والاعمال العبادية، بطريقة تسبب ايذاء ومزاحمة للأخرين، ويتصورون انهم بتلك المبالغة ينالون الاجر والثواب من الله تعالى، وفي الحقيقة إنهم يحمّلون انفسهم الوزر والاثم من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فمثلا ما يحدث في الحج من محاولة بعض الحجيج الاقتراب من الكعبة في الطواف او استلام الحجر الاسود، بطريقة المغالبة والمزاحمة، مما يؤدي الى الاضرار بالنفس وبالآخرين، وايذاء الغير حرام بينما تقبيل الحجر الاسود مستحب وكذلك الاقتراب من الكعبة، وهل يصح اداء المستحب بارتكاب المحّرم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى