مقال

الإسلام ومنقذ الإنسانية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإسلام ومنقذ الإنسانية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 ديسمبر

الحمد لله العلي العظيم القاهر، الملك السلطان القادر، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، أحمده سبحانه على ما أولانا من بره وإحسانه المتظاهر، وأشكره وقد وعد بالمزيد للشاكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المؤيد بالآيات والمعجزات والبصائر، اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين اما بعد روي عن فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته، لم يحمد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم “لقد عجل هذا” ثم دعاه، فقال “إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد ما يشاء” رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

فاتقوا الله يا عباد الله وأكثروا من حمده سبحانه، فهذه سنة أنبياء الله والصالحين من عباده، فكم في القرآن من إشادة وبيان بخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام حيث حمد الله في جميع أحواله، ومما شرع فيه الحمد من لبس ثوبا جديدا، أو نحو ذلك، وقالوا في معنى الحمد لله، أي الثناء الجميل، فالحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان، وأما الشكر فهو ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان، ولذلك قال علماؤنا الحمد أعم من الشكر، لأن الحمد يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر، وأما الشكر إنما يكون مكافأة لمن أولاك نعمة ومعروفا فقط، وقد يذكر الحمد أيضا بمعنى الرضا، والحق تبارك وتعالى عندما يقول عن ذاته الحمد لله، فالمعنى أي سبق الحمد مني لنفسي وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة.

وقيل حمد الله نفسه في الأزل لما علم من كثره نعمه على عباده وعجزهم على القيام بواجب حمده فحمد نفسه عنهم، لتكون النعمة أهنأ لديهم، فسبحانك ربنا لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، واعلموا يرحمكم الله أن هناك تأكيد على فكرة العلم وعالمية الإسلام العديد من الغربيين فقد قال برنارد شو عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام “لو كان محمد بيننا لحل مشاكل العالم وهو يتناول فنجان قهوة، لا بد أن نطلق عليه لقب منقذ الإنسانية، وأعتقد لو وُجد رجل مثله وتولى قيادة العالم المعاصر لنَجح في حل جميع مشاكله بطريقة تجلب السعادة والسلام المطلوبين” وكما قال غينو “لقد كانت الثقافة الإسلامية منبع نور وهداية، ولولا علماء الإسلام وفلاسفتهم لظل الغربيون يتخبطون في دياجير الجهل والظلام.

وكما قال دريبر “إن جامعات المسلمين كانت مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا إليها من بلادهم لطلب العلم، وكان ملوك أوربا وأمراؤها يفدون على بلاد المسلمين ليعالجوا فيها، وعن الحسن قال لأن أتعلم بابا من العلم فأعلمه مسلما أحب إليّ من أن تكون لي الدنيا كلها، أجعلها في سبيل الله عز وجل، وعنه قال إن كان الرجل ليصيب الباب من العلم فيعمل به، فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فيجعلها في الآخرة، وعنه قال مداد العلماء ودم الشهداء مجرى واحد، أي في الأجر والثواب، وقال الزهري تعلم سنة أفضل من عبادة مائتي سنة، وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم، وقال الثوريى لا نعلم شيئا من الأعمال أفضل من طلب العلم والحديث لمن حسنت فيه نيته، فقيل له وأي شيء النية فيه، قال يريد الله والدار الآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى