مقال

دور الأب في الحياة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن دور الأب في الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإنه يقسم الميراث بين الذكور والإناث، للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله تعالى ” يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين” بمعنى أن للذكر ضعف ما للأنثى فلو أن الذكر أخذ ألفا، فالأنثى تأخذ خمسمائة، لذلك من الظلم والوقوع في غضب الله حرمان المرأة من إرثها ولو كان قليلا، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين” متفق عليه.

واعلموا يرحمكم الله إن دور الأب في الحياة هو دور المُرشد والمُربي لأبنائه، فيجب على الأب أن يكون صديقا لابنه، حتى يستطيع التقرب منه، وتوجيهه للصواب والطريق الصحيح، وكما على الأب أن يكون حريصا على تأديب الابن بسبل متطورة دون استخدام العنف في أي وقت من الأوقات مهما كانت أخطاؤه ضمن المعقول، وكما عليه أن يعلمه ويقوم بتربيته التربية الإسلامية ويعرفه أنه يجب على كل مسلم أن يعرف ما يحل له وما يحرم عليه من المآكل والمشارب والملابس والفروج والدماء والأموال فجميع هذا لا يسع أحدا جهله وفرض عليهم أن يأخذوا في تعلم ذلك، وينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هذه منزلته، وهذه مكانته، وهذا فضله هو العلم الذي يبتغى به وجه الله تعالى، وهو العلم الذي يثمر العمل والصلاح والاستقامة.

وهو العلم الذي يراد به الله والدار الآخرة، أما ما كان من العلم على اللسان فإنه حجة، فالذي يشتغل بالعلم ليدرك به منصبا،أو يحصل به جاها، أو ليماري به الناس، أو ليلفت وجوه الناس إليه، كل هذا اشتغال بفاضل في الصورة ، لكنه لا يحرز ولا يدرك هذه الفضائل، التي ذكرها أهل العلم، ولقد ربط الله بين العلم والتقوى، فقال الله تعالى فى سورة البقرة “واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم” وإن لطالب العلم ثوابا في الدنيا، وثوابا في الآخرة، فإن مما يلحق المسلم بعد موته علم ينتفع منه، ألا فاقتبسوا العلم من أهله، فإن تعلمه لله تعالى حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعلم به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى، فالعلم معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنة، والمؤنس في الوحشة.

والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، والعلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظلمة، وقوة الأبدان من الضعف، وبالعلم يبلغ العبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلا في الاخرة والأولى، والذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الرب ويعبد، وبه توصل الأرحام، وبالعلم يعرف الحلال والحرام، والعلم إمام، والعمل تابعه، يلهمه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله من حظه، وسبحان الذي أقرت له بالربوبية جميع مخلوقاته، وأقرت له بالألوهية جميع مصنوعاته، فشهد الجميع بوحدانيته وقدرته فقال تعالي فى سورة آل عمران “الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى