مقال

موت الروح الجهادية في قلوب المسلمين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن موت الروح الجهادية في قلوب المسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد الموافق 31 ديسمبر

الحمد لله خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، أحمده سبحانه على كل فضل وأشكره على كل نعمة، وأتوب إليه وأستغفره إعلانا وسرا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أحاط بكل شيء خبرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وقدرا، وأوصلهم رحما وبرا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن مما يهدفون إليه أصحاب فكرة المؤاخاة والحرية والسلام من الغرب هو عدم التفكير بجهاد الكفار، وإماتة الروح الجهادية في قلوب المسلمين، بحجة أنهم إخوان لنا في الإنسانية فلا بد أن تحترم كرامتهم وإنسانيتهم وأن نكون متسامحين معهم وهذا في جهاد الطلب، بل أنكر آخرون جهاد الدفع ولو قتل المسلم على أيدي الكفار.

وذلك ليكون المسلم شهيد السلام والتآخي والتسامح أو أنه شهيد الفكرة المتراحمة وهذا الكلام ممن نص عليه الطبيب الدكتور خالص جلبي، في كتابه “سيكلوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي” مقررا لهذا القول العجيب، بهذه القزمة الفكرية، التي لم تكن حتى عند الجاهليين العرب وحقا هو التضليل الفكري والصوت النشاز في العالم الإسلامي، نسأل الله العافية والسلامة، إنها ثقافة الانهزام التي تسري في عروق هؤلاء العصريين باسم ثقافة الإخاء والسلام، ومما يهدف إليه العصريون بهذا المصطلح هو إلغاء المناداة بالرابطة الإسلامية أو تحييدها واستبدالها بالرابطة الأخوية الإنسانية، إلى الوحدة الأخوية الدينية ولذا فهم يدندنون كثيرا على هذه المصطلحات، ولا ريب أن هذا باطل وزور من القول.

فنحن وإن كنا أبناء لآدم وحواء، فإن هذا لا ينفعنا عند الله تعالي والذي ينفعنا هو الدخول في دين الإسلام وعقد الأخوة المسلمين، وقد امتن الله علينا بهذه الأخوة فقال تعالي ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا” وبعدئذ يتوحد الحب لدى المسلم فلا يحب إلا أخيه المسلم ولا يرتبط إلا به ولا يصاحب إلا إياه وما أروع ما قاله الأستاذ سيد قطب رحمه الله “إن البشرية لا تنقسم في تقدير المسلم إلى أجناس وألوان وأوطان، إنما تنقسم إلى أهل الحق وأهل الباطل، وهو مع أهل الحق ضد أهل الباطل في كل زمان وفي كل مكان، وهكذا يتوحد الميزان في يد المسلم على مدار التاريخ كله، وترتفع القيم في شعوره عن عصبية الجنس واللون واللغة والوطن.

والقرابات الحاضرة أو الموغلة في بطن التاريخ ترتفع فتصبح قيمة واحدة هي قيمة الإيمان يحاسب بها الجميع، ويقوم بها الجميع، ولو دقق في نداء نبي الله نوح لربه عز وجل قائلا ” رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين” فقد رد الله عز وجل عليه قاطعا ما بينه وبين ابنه من أواصر القرابة، قائلا ” يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح” وذلك أن نوحا عليه السلام كان ابنه كافرا، ففصم الله العلاقة بينه وبين أبيه، حتى يتميز حزب الرحمن من حزب الشيطان ويعلم أن آصرة التجمع هي على عقيدة الإسلام وأن رابطة الولاء لا تكون ولا تنبغي أن تكون إلا لمن اتبع هذا الدين وقام به خير قيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى