مقال

تحقيق نبوءة الملك الصالح أيوب

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن تحقيق نبوءة الملك الصالح أيوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أنه تحققت نبوءة الصالح أيوب بأن بغي لويس التاسع سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه، واستنادا إلى المصادر الإسلامية فقُتل في حملة لويس التاسع ما بين عشرة آلاف وثلاثون آلفا من الصليبيين، وأُسر لويس التاسع في منية عبد الله المعروفة بميت الخولي عبد الله الآن، بعدما استسلم مع نبلائه للطواشي جمال الدين محسن الصالحي، وأُودع مغلولا في بيت القاضي إبراهيم بن لقمان كاتب الإنشاء تحت حراسة طواشي يدعى صبيح المعظمي، كما أُسر أخواه شارل دانجو وألفونس دو بويتي وعدد كبير من أمرائه ونبلائه.

وقد سجن معظمهم معه في دار ابن لقمان، أما الجنود العاديون المأسورون فأقيم لهم معتقل خاص خارج المدينة، وأرسلت غفارة لويس التاسع إلى سوريا مع كتاب توران شاه ببشارة النصر، وكتب في ذلك أحد الشعراء، فلازال مولانا يبيح حمى العدى ويلبس أسلاب الملوك عبيده، وسُمح للويس التاسع بمغادرة مصر مقابل تسليم دمياط للمصريين، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه فدية قدرها ربعمائة ألف دينار تعويضا عن الأضرار التي ألحقها بمصر، فدفع نصف المبلغ وقد جمعته زوجته في دمياط، ووعد بدفع الباقي بعد وصوله إلى عكا، وهو مالم يفعله إذ تهرب من الدفع فيما بعد، وفي اليوم الثالث من شهر صفر الموافق ستمائة وثماني وأربعون من الهجرة.

الموافق في الثامن من شهر مايو عام ألف ومائتان وخمسون ميلادي، بعد احتلال دام أحد عشر شهرا وتسعة أيام سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه واثني عشر ألف أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة، أما زوجته مرجريت دو بروفنس والتي كانت في غضون ذلك أنجبت طفلا في دمياط أسمته جان تريستان،‏ أي جان الحزين، فقد غادرت دمياط مع وليدها قبل مغادرة زوجها ببضعة أيام، وكانت مرجريت تعاني من كوابيس مرعبة أثناء نومها، وتتخيل أن غرفتها تغص بالمسلمين، فكانت دائما تصرخ في الليل “أغيثوني أغيثوني” أما جان ترستان فقد مات مع لويس التاسع سنة ألف ومائتان وسبعون ميلادي، أثناء الحملة الصليبية الثامنة على تونس.

وهي الحملة التي كان من أهدافها تحويل تونس إلى قاعدة صليبية ينطلق منها لويس التاسع لمهاجمة مصر مرة أخرى، ومع أن قسمه بعدم العودة إلى مصر كان أحد شروط إطلاق سراحه، وقيل أنه وُجد دينار من الذهب بكتابة نسخية باسم المظفر قطز، عليه كتابة على كل من الوجه والظهر تحمل اسم السلطان المظفر سيف الدنيا والدين قطز، ضرب هذا الدينار في الإسكندرية التي كانت مركزا تجاريا هاما في العصر الفاطمي والعصر المملوكي، يوجد الدينار الآن في متحف الفن الإسلامى في القاهرة عاصمة مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى