مقال

العطف الحقيقي على الطفولة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العطف الحقيقي على الطفولة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 12 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن من أنواع التربية هو التربية بالعقوبة، وإن التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجربة العلمية ذاتها تقول إن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها، والتجربة أحق بالاتباع من النظريات اللامعة.

والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها، لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها، ولا بد من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة، وإن احتجنا إلى العقوبة فعلينا أن نراعي احترامنا لكيان الصغير ولكونه إنسان، ولا بد قبل العقوبة من توجيه النصح والإرشاد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه الفتيان، فقد مر على غلام يسلخ شاة ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام ” تنح حتي أريك ” فليكن شعارك مع ابنك تنح حتى أريك، ولا يلجأ المربي إلى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات، كالنظرة الحادة، وشد الأذن، والإهمال شرط ألا يطول، والمعاقبة المادية، وإذا احتاج الأمر إلى الضرب فلا بد من مراعاة بعض الأمور.

وهو أن يكون قد بلغ الطفل العاشرة من عمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الطفل الذي بلغ العاشرة ولا يصلي، وأن يكون الضرب مفرقا على الجسد، وأن يكون بين كل سوطين وقت لذهاب الألم، وأن يتجنب الأماكن الحساسة، وألا يزيد على عشرة أسواط، ويمتنع المربي عن ضرب الطفل إذا ما ذكر الله، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم ” وفي ذلك تعظيم لشأن الله تعالي في نفس الطفل، ولا بد أن يعلم المربي أن هذه العقوبة ليست إلا للتقويم والتربية، ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يقضي القاضي وهو غضبان ” وأخيرا ندرك حق الطفل في الشريعة الإسلامية.

وكيف أنها حقوق محفوظة ومصونة، والذي من أجله أن ينشأ الطفل على تربية صحيحة وسليمة، وبذلك نستطيع بناء أمة قوية، وهكذا فقد كفل الإسلام للطفل حقوقا كثيرة أهمها هو تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة، وتبدأ العناية بالطفل قبل أن يدخل إلى رحم أمه ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره، ثم يعتني الإسلام بالطفل وهو في الرحم، فتجب النفقة لأمه المطلقة إذا كانت حاملا، قال الله تعالى كما جاء في سورة الطلاق ” وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتي يضعن حملهن” ويعق عنه في سابع الولادة ويسمّى، ففي السنن من حديث سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمّى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى