مقال

إثقال كاهل الشباب بالطلبات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إثقال كاهل الشباب بالطلبات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 13 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن من وسائل الزنا ومقدماته هو إثقال كاهل الشباب بالطلبات فما إن يأتي الشاب للخطبة إلا وكأنه كنز وقع في أيدي أهل المخطوبة فيطمع فيه الطامعون ويتلقفه اللاعبون واللاهون مع أن المهر ملك للفتاة ولا يحل لأحد كائنا من كان أن يأخذ منه شيئا ولو كان يسيرا إلا برضاها من غير قهر ولا إكراه فتأتي الطلبات من سيارات وأراض وعقارات وذهب ومجوهرات حتى ينقل الخاطب إلى المصحات من هول تلك الطلبات.

فالأب يطلب والأم تريد والاخوة ينتظرون والأقارب يتطلعون، وقد ذكر لي أحد الأخوة أن أحدهم تقدم لخطبة إحدى الفتيات فكان أن قدم له ورقة طويلة عريضة أثقل من الأثقال، وتعجز عن حملها الأفيال كثيرة الطلبات والتعقيدات، وشاب آخر فرض عليه الذهب فقط حوالي اثنين وتسعين ألفا من غير بقية الشروط المطلوبة أهكذا حث الدين الحنيف في أمور الزواج ؟ أهكذا يكون تزويج البنات ؟ إنه والله التعقيد بذاته والطمع بعينه فالشاب ما إن يتخرج ويعمل لمدة سنة أو سنتين كي يجمع من المال ما يعف به فرجه عن الحرام إلا ويقابل بكثرة الطلبات وزيادة المهور فينحرف بسبب الطمع والجشع فاتقوا الله يا من بليتم أنفسكم بحب الدنيا ومتاعها الزائل واعلموا أنكم ستقدمون على ربكم فيسألكم عن تلك الأمانة الملقاة على عواتقكم.

والتي عجزت عنها الجبال الراسيات والأرض والسموات فأبين أن يحملنها خوفاً من عدم تحملها أو أداءها حق الأداء ثم تحملتها أنت أيها المسكين فاحرص أن تؤديها على أكمل وجه وتقوم بها خير قيام وإلا فالنار النار، وكما إن من وسائل الزنا ومقدماته هو عدم نظر الخاطب إلى المخطوبة وهذا حق من حقوق الخاطب أن يرى مخطوبته كيلا يقع ما لا تحمد عقباه فبعض الأولياء يعاند ويكابر عند هذه النقطة وكأن الشرع لم يأمر بذلك بل لقد أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن ينظر الخاطب إلى مخطوبته لأن ذلك أدعى لأن تدوم المودة والمحبة وحسن العشرة بين الزوجين وقال صلى الله عليه وسلم “أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما” رواه الترمذي، فالنظر سبب بإذن الله تعالى لمواصلة المودة والعشرة الحسنة بين الزوجين.

أما من يمنع ذلك فقد يوقع ابنته في حرج شديد، فقد لا تروق للزوج بعد الزواج لقلة جمالها أو لعاهة فيها أو غير ذلك من الأسباب فمن ثم يقع الطلاق وتحصل الفرقة بين الزوجين وتصبح هذه الفتاة حبيسة الجدران لا يرغب في نكاحها الشيب والشبان ثم قد يقع ما لم يكن في الحسبان فيكون الولي هو المتسبب في ذلك فما أحرانا بالتمسك بالكتاب والسنة وما أحوجنا إليهما فمن تمسك بهما لن يضل أبدا، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى