مقال

مراحل تربية الفرد في الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مراحل تربية الفرد في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد، المبدأ المعيد، الفعال لما يريد، المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد، أحمده وأشكره وأستعين به وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا كفئ له ولا عدل ولا ند ولا نديد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد فاتقوا الله عباد الله وأيقنوا أن التقوى هو العز والنجاة وهو خير ما يدّخر، وأولى ما يُتعظ به ويُزدجر، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ثم أما بعد إن الأهداف التربوية الإسلامية تدور حول أربعة مستويات، فالأول هو الأهداف التي تدور على مستوى العبودية لله سبحانه وتعالى أو إخلاص العبودية لله عز وجل والثاني.

وهو الأهداف التي تدور على مستوى الفرد لإنشاء شخصية إسلامية ذات مثل أعلى يتصل بالله تعالى، والثالث هو الأهداف التي تدور حول بناء المجتمع الإسلامي، أو بناء الأمة المؤمنة، والرابع هو الأهداف التي تدور حول تحقيق المنافع الدينية والدنيوية، أما مصادر إشتقاق الأهداف التربوية فلا تخرج غالبا عن مصدرين رئيسين، هما الفرد والمجتمع وعلى هذا اتفقت معظم الفلسفات والنظريات التربوية في الماضي والحاضر، وتتفق التربية الإسلامية مع هذه النظريات والفلسفات في تحديد هذين المصدرين كمصادر لاشتقاق الأهداف التربوية، لكنها تنفرد عن غيرها من الفلسفات والنظريات في أن هناك مصدرا ثالثا يحتل مركز الصدارة بين مصادر اشتقاق الأهداف في التربية الإسلامية.

وهو الوحي الإلهي، الذي يعد الضابط الذي تقوم عليه تربية الفرد في الإسلام، وعلى هذا تكون مصادر اشتقاق الأهداف في التربية الإسلامية ثلاثة، هي الوحي الإلهي المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمجتمع المسلم الذي يجب التعرف على احتياجاته، ومتطلباته وظروفه، وأحواله المتغيرة لتحديد الأهداف التي تناسبه، والفرد المسلم الذي يجب التعرف على طبيعته، وميوله، ورغباته، ومواهبه لوضع الأهداف التي تناسب ذلك، ويمكن تقسيم أهداف التربية الإسلامية في ضوء المصادر التي اشتقت منها، والمستويات التي تعمل على تحقيقها إلى نوعين من الأهداف فالأول هو الهدف العام للتربية الإسلامية ويتمثل الهدف العام للتربية الإسلامية في تحقيق معنى العبودية لله تعالى انطلاقا من قوله تعالى.

” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” فالهدف الأساسي لوجود الإنسان في الكون هو عبادة الله تعالي، والخضوع له، وتعمير الكون بوصفه خليفة الله في أرضه، والعبودية لله تعالى لا تقتصر على مجرد أداء شعائر ومناسك معينة كالصلاة، والصيام، والحج مثلا وإنما هي اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فالإنسان الذي يريد أن يتحقق فيه معنى العبودية، هو الذي يخضع أموره كلها لما يحبه الله تعالى ويرضاه، سواء في ذلك ما ينتمي إلى مجال الاعتقادات أو الأقوال أو الأفعال فهو يكيف حياته وسلوكه جميعا لهداية الله وشرعه فلا يفتقده الله حيث أمره، ولا يجده حيث نهاه، وإنما يلتزم بأوامر الله فيأتي منها ما استطاع، وينزجر عن نواهيه سبحانه فلا يقربها.

تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم “إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمر فاجتنبوه” فالمسلم دائما إذا أمره الله تعالى أو نهاه، أو أحل له، أو حرم عليه كان موقفه في ذلك كله كما قال تعالي ” سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ” وهذا هو الهدف العام الذي تعمل التربية الإسلامية على تحقيقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى