مقال

الدكروري يكتب عن فضائل الأيام المباركة

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 29 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن شهر شعبان، وشهر شعبان شهر قد اختص بفضائل كثيرة، فينبغي على المؤمن أن يكون مسارعا إليها، مبادرا لاغتنامها، فقد روى البخاري ومسلم، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن أبيها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه من شعبان، فإنه كان يصومه كله” 

وفي رواية لهما أيضا قالت “لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر منه من شعبان، فإنه كان يصومه كله” ولكن رواية صومه كله محمولة على الأكثر والمعظم منه، كما بيّنه ابن المبارك وابن حجر رحمهما الله لرواية مسلم “كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا” وقال ابن رجب رحمه الله “إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور” ويقصد بذلك الصوم المطلق، وقال الصنعاني رحمه الله “وفيه دليل أنه صلى الله عليه وسلم يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره” وقد ورد في المسند وسنن أبو دواد والنسائي وغيرهما من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” فأكثر أهل العلم على تضعيف هذا الحديث، وقالوا “إنه منكر الإسناد والمتن” ومن صححه من أهل العلم. 

فقد حمل معناه حينئذ على من لم يوجد له عادة في الصوم، فيكره له أن يصوم بعد انتصاف شعبان قصدا للاحتياط لرمضان، بل ذلك القصد بدعة، كما ذكره بعض أهل العلم، وأنه من مقررات السنة أنه لا يجوز للمسلم الذى لا عادة له في صيام يوم وإفطار يوم، أو صيام الإثنين والخميس فلا يجوز له أن يتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين على جهة الاحتياط لشهر رمضان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صوما فليصلمه” رواه البخارى ومسلم، وإن تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة قيام، وتخصيص يومها بصيام فذلك أمر لم يأتى به دليل صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أنكره كثير من العلماء المحققين، وصرحوا ببدعيته.

وأما ما حسنه بعضهم من قوله صلى الله عليه وسلم “إن الله تبارك وتعالى يتجلى لعباده في هذه الليلة فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” فليس فيه ما يفيد تخصيص هذه الليلة ولا يومها بشيء من العبادات لذاته، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه وعن أبيه “مَن صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم” رواه أبو داود، والترمذى، فقال الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” وقال سبحانه وتعالى “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا” وقال تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى