مقال

كلما نضجت جلودهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن كلما نضجت جلودهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 مارس 2024

الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم اما بعد، إن من آيات الاعجاز العلمى فى القرآن وهى قول الله تعالى كما جاء فى سورة ” كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب” فقد أثبت العلم الحديث، أن الجسيمات الحسية المختصة بالألم والحرارة، تكون موجودة في طبقة الجلد وحدها، وعند ذكر أهل النار وهم يعذبون، فمع أن الجلد سيحترق مع ما تحته من العضلات، وغيرها.

إلا أن القرآن لم يذكرها،لأن الشعور بالألم تختص به طبقة الجلد وحدها، وحقا والله ما قال ربنا في كتابه العزيز كما جاء فى سورة فصلت ” سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد” ولقد كان المعتقد أن الإحساس من صفات الجسد بكل أجزائه، وأنه متساو في درجة إحساسه بالأشياء، لكن علم التشريح الحديث جاء بحقيقة جديدة كان الناس يجهلونها هى أن مرا كز الإحساس وغيره إنما تتركز بالجلد بكمية كبيرة، حتى إن الإنسان لا يشعر بألم وخز الإبرة إذا أدخلت في جسمه إلا عند دخولها منطقة الجلد فقط، والقرآن الكريم يذكر هذه الحقيقة قبل علماء التشريح في القرن العشرين، أى أن الإحساس بالألم والعذاب يتركز فى جلودهم، فإذا نضجت استراحوا من عذاب النار.

لكن العليم الخبير بخلقه يعلم ذلك، ويخبرنا به قبل أن نعرفه، ويقول إنه سيبدلهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، فهل كان لمحمد صلى الله عليه وسلم أجهزة تشريحية خاصة به من دون الناس؟ أم أن هذه آية من آيات صدق نبوته صلى الله عليه وسلم، وإن من أنواع إعجاز القرآن ما أخبر به من الشفاء في عسل النحل فقال تعالى فى سورة النحل ” ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون” فالعسل شفاء من أمراض كثيرة، بل له أثر في عامة الأمراض، وبخاصة مع الحبة السوداء، فالعسل قاتل للجراثيم، ويمنع نمو البكتريا، بل يؤدى إلى قتلها فورا، وهو مضاد للعفونة، فيمكن أن يبقى آلاف السنين دون أن يصيبه أى تلف أو فساد إذا أحسن تخزينه.

فهو لا يفسد حتى لو تعرض لكل أنواع الميكروبات، وفى تجارب معمليه متعددة من علماء مصريين، وفي جامعات غربية متعددة أحضرت أنواع الميكروبات المسببة للأمراض مثل التيفود، والدوزنطاريا، والسل، وزرعت في عسل النحل، فوجد أنها ماتت جميعا، منها ما هلك خلال خمس ساعات، ومنها ما بقي عشر ساعات، ومنها ما هلك خلال أربع وعشرين ساعة، وأعلاها مقاومة بقي لمدة أربعة أيام فقط، وحقا إن العسل كما قيل هو مقبرة حقيقية للميكروبات، كما إن العسل سبب في التئام الجروح المستعصية، واندمال الحروق، وللشفاء من أمراض كثيرة بإذن الله تعالى، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى