مقال

حق الطفل في التسمية الحسنة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حق الطفل في التسمية الحسنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي سمع وأجاب، وإذا استعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من حقوق الطفل كذلك عند ولادته حقه في التسمية الحسنة فالواجب على الوالدين أن يختارا للطفل اسما حسنا ينادى به بين الناس، ويميز به عن أشقائه وأقرانه، وأوجب الإسلام أن يحمل الاسم صفة حسنة أو معنى محمودا، يبعث الراحة في النفس والطمأنينة في القلب، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمي أبناء أهله وأقاربه وأصحابه، ويتخير لهم الأسماء الحسنة والجميلة.

كما أحب صلى الله عليه وسلم الأسماء التي تحمل معنى العبودية لله، والأسماء التي تحمل معاني الخير والجمال والحب والكمال فالاسم الذي يحمل أحد هذه المعاني يوقظ في وجدان صاحبه المعاني السامية والمشاعر النبيلة، ويشعره بالعزة والفخار باسمه واحترام ذاته، ويبعده عن سخرية الناس واستهزائهم، وعلى النقيض من ذلك، فالأسماء القبيحة تثير في نفس صاحبها عدم الرضا عن النفس، وتدفعه للانطواء على الذات، والانعزال عن الآخرين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالأسماء القبيحة تثير السخرية والإستهتار من قبل الآخرين، مما يولد في نفس صاحبها مرارة، وجرحا غائرا، وقد يدفعه ذلك إلى الخجل الشديد، وعدم القدرة على مواجهة الناس ومواقف الحياة.

وقد يدفعه أيضا إلى كراهية الناس والابتعاد عنهم لذا فقد حبب الإسلام تسمية الأولاد بالأسماء التي تحمل معاني العبودية لله تعالى، أو بأسماء الأنبياء، ومن أصدق ما جاء في ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إليه رجل يشتكي ابنه ويقول يا أمير المؤمنين، إن ابني هذا يعقني، فقال عمر للابن أما تخاف الله في عقوق والدك؟ قال الابن يا أمير المؤمنين، أما للابن حق على والده؟ قال عمر حقه عليه أن يستنجب أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه كتاب الله، فقال الابن فوالله ما استنجب أمي، وما هي إلا أمة مشتراة، ولا أحسن اسمي، بل سماني جعلا، ولا علمني من كتاب الله آية واحدة، فالتفت عمر إلى الرجل، وقال تقول ابني يعقني؟ فقد عققته قبل أن يعقك.

وهذا بالإضافة أيضا إلى رعايته وجدانيا وذلك بالإحسان إليه ورحمته وملاعبته وإدخال السرور عليه وكذلك رعايته علميا وتعبديا، وهذه الرعاية من إيمان، وتعليم القراءة والكتابة، والصلاة والصيام، وأعمال البر وآداب السنة، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية حياة القلب والروح والسعادة الأبدية، وأخيرا رعايته سلوكيا واجتماعيا وذلك بتعويده على الفضائل ومكارم الأخلاق، وحسن اختيار صحبته، والدعاء له وتجنب الدعاء عليه، وكذلك احترامه وتشجيعه على الصراحة بالحق، وهذه الحقوق تكفل للطفل أن ينشأ في أسرة تطبق تعاليم الله، فتترسخ مبادئ الإسلام في قلبه، فينشأ محبا للإسلام مطبقا لتعاليمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى