مقال

الناس أجناس

الناس أجناس

 

 خالد ألسلامي

المبدئية احد أساليب التعامل بين بني الإنسان وهي واحدة من مجموعة أساليب تتناقض في اغلبها معها (المبدئية) كالوصولية والتملق وفي أحيان كثير ة النفاق والغدر ولكل من هذه الأساليب من يمارسها حسب ما تربى عليه في مدارس الحياة العديدة والتي تبدأ من العائلة مرورا بالمجتمع فالمدرسة وانتهاءا بمجالات العمل التي سوف يرسو في محيطه .  

وعندما تشترك مع حامل هذا الأسلوب في عمل أو مصلحة أو حتى في سفر فأنك تنام قرير العين آمنا مطمئنا لان صاحب المبدأ والذي يوصف بـ (المبدئي) إذا رام الوصول إلى هدف بعينه فإنه يسلك الطريق الذي لايحيد عن مبدئه في الحياة حتى لو كلفه ذلك الطريق المزيد من الوقت والمال والجهد بحيث يصل إلى غايته وهو مطمئن البال ومرتاح الضمير كونه لم يضغط على احد ولا يغتصب حق غيره ولا يؤذي آخر قد يكون في طريقه المشروع الذي يوصل إلى هدفه النبيل ويعمل بطرق وأساليب سليمة وجدية لتحقيق مرامه الشرعي وبالوسائل الشرعية وبجهده الخالص وأحيانا بمساعدة الخيرين من أصحاب النفوس الطيبة والضمائر الحية لان ( من رام وصل الشمس حاك خيوطها ) كما قال شاعرنا العربي الكبير حافظ إبراهيم وهذه الشريحة من الناس يمكن تسميتهم بـ (المبدئيين ) لأنهم لايحيدون عن مبدئيتهم مطلقا .

بينما نجد شريحة أخرى من الناس من لايملك بل ولا يعرف معنىً للمبدأ ويسعى بكل الوسائل حتى وان سحق غيره لكي يصل إلى غايته وان لم تكن من حقه لأنه اعتاد على هذا الأسلوب الحياتي الملتوي الذي يعتمد على المقولة الميكيافيلية المشؤومة التي تقول ( الغاية تبرر الوسيلة ) فهو يتبع كل الوسائل وان كانت قذرة للوصول إلى غايته وهؤلاء هم (الوصوليون أو الميكيافيليون) الذين يدوسون على كل مايعترضهم في الطريق إلى مايبتغون الوصول إليه.

وهنالك قسم ثالث من الناس لاينتمون إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وهم ممن يمكن تسميتهم بـ (اللااباليون ) وهم بالضبط من يقولون ( كل من يأخذ امي أقول له عمي ) بحيث لايؤيد أصحاب المبدأ ولايعترض على الوصوليين وهؤلاء السلبيون هم كثر في مجتمعاتنا ولايشاركون في أي نشاط آو عمل لايخدمهم وإنما في الأعمال التي تخدم مصالحهم الشخصية فقط .

والبعض من الناس لايهمه سوى مراقبة الغير ماذا يلبس وكيف يأكل وكم يحمل في جيبه من النقود ومن أين جاء بها وهل لديه سيارة وبيت فاخر أم هو من أصحاب المشي على الأقدام والبيوت المبنية من الصرائف وهكذا ولا يؤمنون بمبدأ (من راقب الناس مات هما) وأولئك هم الفضوليون .

ومنهم من يسمع لوشاية الغير ويبني عليها دون تدقيق او تحقيق وخصوصا اذا كان مسؤول فيقرر على اساس هذه الوشاية التي قد تكون بقصد النكاية بالشخص المعني اوخوفا من منافسة على مكان معين حسب ظن الواشي وتخوفاته او ربما لشعور ذلك الواشي بالنقص في جزء ما من شخصيته وهؤلاء هم المنافقون.

وهناك أنواع أخرى من الناس منهم من يسعى ويطمح لكل خير ولكنه لاحول له ولاقوه تعينه على ذلك ربما بسبب ما ينقصه من المال اوالجاه اللذان أصبحا أساسيان لتحقيق جميع الأهداف النبيلة منها أو الشريرة وان من لايمتلك احدهما عليه أن ينتظر طويلا وربما كل حياته لكي يصل إلى مبتغاه وقد لايصل مطلقا وهؤلاء هم اقرب إلى الصنف الأول أي المبدئيون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى