مقال

نفحات إيمانية ومع أهمية المساجد فى الإسلام “الجزء الثانى “

نفحات إيمانية ومع أهمية المساجد فى الإسلام “الجزء الثانى ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أهمية المساجد فى الإسلام، فإن كلا من صاحب البصل أو الثوم قد آذى اثنين وهما من بجانبه، فكم يؤذي صاحب الجوال من العشرات من المصلين ويبوء بإثمهم؟ والأمر أخبث إذا كان نغمة موسيقية، فلطفك اللهم بنا ورحمتك نرجو، آخر الزمان تدخل الموسيقى المساجد، فأين هذا الأدب اليوم ممن يأتون للمساجد بثياب النوم، أو بالألبسة الرياضية ولو كان في مناسبة لما لبسها؟ وإن من الآداب هو تنظيف المسجد وتطييبه، فكما أن المسلم مستحب له أن يأتي للمسجد متطهرا نظيفا، فكذلك ينبغي أن يكون المسجد مهيّأ للمصلين بنظافته وصيانته عن كل ما يؤذيهم، ألا والله ما أعظم أجر ذلك عند الله، فإنه كفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

حزن على المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد عندما ماتت، ولما رأى بصاقا في جدار مسجده مرة، غضب غضبا شديدا، وحك البصاق وقال صلى الله عليه وسلم “البزاق فى المسجد خطيئة وكفارتها دفنها” رواه البخارى، ومن الآداب أيضا هو عمارة المساجد، ومن أهم حقوق المساجد علينا عمارتها وعدم هجرها، فيقول الله سبحانه وتعالى فى سورة التوبة “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين” والعمارة نوعان، فالنوع الأول، وهى العمارة الحسية وذلك ببنائها وتشييدها، ففي الصحيحين من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة”

 

فيا لها من بشرى لمن بنوا مساجد أو ساهموا فيها، فالقصور العظيمة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، تنتظرهم في جنات النعيم ما أخلصوا النية لله تعالى فيما عملوا، الله أكبر ما صلى مصل في هذا المسجد وما دعا داع وما قرأ قارئ وما ذكر ذاكر إلا وتلك الأجور العظيمة والحسنات الكبيرة في ميزان من بنى هذا المسجد وأقامه، وهيأ لهم مكانه، من غير أن ينقص من أجر المصلين شيئا، هل بعد هذا الفوز من فوز؟ فإن هذا ما جعل كثيرا من الصالحين على مر التاريخ وتعاقب سنين الدهر يدفعون الأموال العظيمة في بناء المساجد، ولا يراهم في ذلك إلا الذي خلقهم، ولا يرجون من الناس شكورا، وإنما يرجون من ربهم جنة وحبورا، وأما النوع الثاني فهى العمارة المعنوية.

 

بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن، وتلك العبادات هي مراد الشارع في بناء المساجد وإقامتها، وكذلك فإن من آداب المساجد هو المشي إلى المساجد بالسكينة والوقار، فإن لعظم المسجد ومكانه فإن الماشي إليه ينبغي أن يتحلى بالسكينة والوقار، فلا يسرع في مسير، ولا يزعج الناس، ألا وإن من سوء الأدب أن يوقف الرجل سيارته أمام باب المسجد مباشرة بحيث يسد على الناس باب المسجد أو يضايقهم في الخروج منه، والسير بالأقدام إلى المسجد أفضل ما أمكن ذلك، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداهما تحط عنه خطيئة والأخرى ترفع درجة”

 

وإن من الآداب هو الدخول إلى المسجد بالقدم اليمنى والخروج بالقدم اليسرى، وذكر الدعاء الوارد في ذلك، وهي سنة تكاد تفقد عند الكثير، وكذلك صلاة تحية المسجد، فالمسجد بيت الله العظيم، فلا بد لداخله الذي يريد الجلوس فيه من تحيته وهي ركعتان، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين” رواه البخاري، وهو من السنة المؤكدة جدا التي يتساهل فيها بعض الناس، وإن لكل تحية، فتحية المسجد الصلاة، وتحية البيت الطواف، وتحية المسلم السلام، وتحية القادة في الجيش معروفة، إن قصرت فيها عوقبت، فما بالك بتحية الله؟ ولله المثل الأعلى، وإن من الآداب هو النهي عن تخطي الرقاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى