مقال

نفحات إيمانية ومع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء الرابع “

نفحات إيمانية ومع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء الرابع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع السوق فى الشريعة الإسلامية، ومعنى أن الشيطان ينصب رايته في السوق دليل على أن الشيطان حاضر هناك وثابت هو وأعوانه، وإن مركزهم ثابت ومستقر في السوق، فتفطن يا عبد الله، ومعلوم أن من أعظم الأماكن منكرات في البلاد هي الأسواق، وأعظم ما يكون من المحرمات في الأسواق، ولذلك جاءت الشريعة بالأدب في السوق لكثرة ما يحصل بها، وجاء وصف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سئل عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن” صفته في القرآن أكثر وأكبر ” فقال الله تعالى “يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا”

وهذا في التوراة “وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفض ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق” أى بمعنى لا يرفع صوته على الناس من سوء خلق، ولا يكثر الصياح عليهم، وفي هذا الحديث الإشارة إلى ذم أهل السوق الذين يكونون في اللغط والضحك، واللهو والزيادة في المدح والذم في السلع، والأيمان الكاذبة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم “شر البقاع الأسواق” ونبهنا صلى الله عليه وسلم إلى خفض الأصوات في الأسواق، وعدم رفعها، والمنع من البذاءة في الكلام ولذلك يقال أخلاق سوقية، وأخلاق السوقة، نظرا لأن السوقة هم أسفل الناس أخلاقا ولأن تربية السوق هي أسوأ أنواع التربية، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “وإياكم وهيشات الأسواق” رواه مسلم.

أو قال صلى الله عليه وسلم “وهوشات الأسواق” رواه احمد، وهذه الهوشات والهيشات معلومة عند الناس، معلوم معناها، أي اختلاط الأسواق، ومنازعتها وخصوماتها، وارتفاع الأصوات واللغط فيها، والفتن التي تحدث فيها، إياكم وهيشات الأسواق، إياكم وهوشات الأسواق، وهكذا يحذرنا صلى الله عليه وسلم، ولقد ندب صلى الله عليه وسلم إلى السماحة في البيع والشراء، والقضاء والاقتضاء، ودعا بالرحمة لمن يكون خلقه كذلك، فقال صلى الله عليه وسلم “رحم الله امرئ سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى سمح البيع، سمح الشراء، لا يكثر المماكسة والمنازعة والمهاوشة، بل إنه سمح فيها، نعم إنه لا يُخدع، ولا يستغفل، ولا تنطلي عليه حيل البائعين، ولكن لا يهاوش.

ولا يكثر المماكسة، ولا يحصل منه المشادة بينه وبين البائع” وبين النبى صلى الله عليه وسلم أمرا من سيئ الخلق، وسيء العادة التي يقع فيها كثير من الناس في الأسواق، ذمه ذما شديدا، وحذر منه، وهو كثرة الأيمان والحلف، فقال صلى الله عليه وسلم “الحلف منفقة للسلعة يعني ينفقها، يروجها، والرواج عكس الكساد، الحلف منفقة للسلعة، ولكنه في ذات الوقت ممحقة للبركة، فما فائدة أن تروج سلعته، وتمحق بركتها؟ فالحلف منفقة للسلعة نعم، وهو يروج السلعة، ولكنه ممحقة للبركة، ولقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من صورة كريهة لمن يستغلون لفظ الجلالة بأبشع صورة في هذه الحالات في الأسواق، فقال صلى الله عليه وسلم “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة؟

ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم؟ أشيمط زان ما حمله كبر سنة على التوبة، ولا استحيا من الله، وقد وخط الشيب شعره، ولكنه مستمر في عمل الفواحش، وأناس يسكنون في دول أخرى تحول رواتبهم إليها بعد التقاعد ليقعوا في الفواحش، وأناس أعذر الله إليهم، فبلغهم الستين، وهم لا يزالون في مغامزة النساء، فقال صلى الله عليه وسلم “أشيمط زان، وعائل مستكبر، أى فقير يتكبر على أي شي؟ ورجل، هو الثالث ورجل جعل الله بضاعة لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه” فيا مندوبي المشتروات، ويا أيها البياعون، أنتبهوا لقول النبى صلى الله عليه وسلم ورجل جعل الله بضاعة لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه لقد استغل لفظ الجلالة، لم يكرمه وإنما جعله في كل شيء، في كل بيعة وشرية يحلف، ما قدر الله حق قدره،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى