مقال

نفحات إيمانية ومع مفهوم الجهاد والشهادة ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع مفهوم الجهاد والشهادة ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع مفهوم الجهاد والشهادة، فقد روى الإمام مسلم من حديث سهل بن حنيف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من سأل الله الشهاده بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه ” ويجب علينا أن نعلم أن الابتلاء هو سنة من سنن الله تعالى في هذه الحياة، فدار الدنيا دار بلاء، فقد قال الله عز وجل، موضحا فى كتابه الكريم فى سورة البقره “ولنبلونكم بشئ من الخوف، والجوع، ونقص من الأموال، والأنفس، والثمرات، وبشر الصابرين ” وهذا الابتلاء ميدان تظهر فيه مكنونات النفوس، ومخفيات الصدور، كما قال الله تعالى فى سورة الأنفال ” ليميز الله الخبيث من الطيب”

 

وقال سبحانه وتعالى أيضا فى سورة آل عمران “وليعلم الذين نافقوا” والمؤمن الصادق شاكر في السراء، وثابت في الضراء، وفي حكمة الابتلاء تستيقظ النفوس، وترقّ القلوب، وتصدق المحاسبة، وفي ساعات الابتلاء يتجلى الثبات في الشديد من اللحظات، وسط صرخات اليائسين، وتبرم الشاكين، وقلق الشاكين، وإن الاستقامة على الحق، وملازمة العمل الصالح، من أعظم أسباب الثبات في الأزمات والملمات، ولا تطمئن إلى ثبات من الكسالى والقاعدين إذا أطلت الفتن برأسها، وادلهمت الخطوب بويلاتها، ومن هنا يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة إبراهيم “يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخره ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء”

 

وإن العالم اليوم يخوض قضية أقضت فيه المضاجع، وأثارت عنده المكنون، وولدت لديه إفرازات، إنها قضية الإرهاب والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، فلا بد من التأكيد أن الإرهاب شر يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه وبواعثه، فقد عانت منه دول، وذاقت من ويلاته مجتمعات بدرجات متفاوتات، فإن الإرهابيون يرتكبون فظيع الجرائم عندما يقدمون على قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، ويفسدون في الأرض، فإن الإرهاب شر كله، وخراب كله، وأحزان كله، وفساد كله، وإن الشخص محترف الإرهاب هو شخص منحرف التفكير، ومريض النفس، ومن ذا الذي لا يدين الإرهاب ولا يمقته ولا يحذر منه.

 

إن الإرهاب يخترق كل المجتمعات، وينتشر في كل الدول بين جميع الأعراق والجنسيات، والأديان والمذاهب، وعمليات إرهابية تتجاوز حتى مصلحة منفذيها، فضلا عن أنها تكلفهم حياتهم وأرواحهم، وعمليات تتجاوز حدود المشروع والمعقول، وتتجاوز تعاليم الأديان، ومألوف الأعراف، وضابط النظم والقوانين، إن الأمم الكبيرة قد اعتادت عبر التاريخ أن تجعل من الفواجع والمحن مناسبة لمراجعة النفس، ومحاسبة الذات، ووسيلة لتقييم الحاضر، واستشراف المستقبل، وإن من العقل والأناة في غمرة المحن أن تصغي الأمة الممتحنة لأصدقائها وتلقي السمع لناصحيها، وأن تفتح قلبها لشركاء المصير، وأن تكون مستعدة لسماع الحق ولو كان مرا.

 

وأن تتقبل النصح ولو كان مؤلما، أليست الآيات الشيطانية كانت اعتداء على آيات القرآن الكريم، وتسفيها لدين الإسلام ؟ أليس الذين كانوا يخرجون هنا وهناك في بلاد الغرب ليتكلموا عن دين الإسلام وعن رسول الإسلام وعن شريعة الإسلام ثم يُحمون ويتصدرون بحكم حرية الفكر ؟ أليس هذا اعتداء على الأديان ؟ أليس هذا نوع من التمييز العنصري ؟ أليس هذا نوع من الإرهاب الفكري الديني كما يقولون؟ أليس هذا الذي وقع ؟ ألسنا نعرف كثيرا من آلة الإعلام الصهيونية في كثير من الإعلام العالمي وهي قد أنتجت ليس اليوم وإنما قبل سنوات أفلاما وأفلاما وإعلاما عظيما يشوّه صورة الإسلام والمسلمين، فلابد أن نستيقن بها، وأن نكون على جزم ويقين لا يتغيّر ولا يتزعزع منها، نحن أهل الدين الحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى