مقال

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 7″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء السابع مع الأشتر النخعى مالك بن الحارث، ثم خرج محمد بن أبي بكر في ألفي رجل واستقبل عمرو بن العاص كنانة، وهو على مقدمة محمد وكنانة يسرح لعمرو الكتائب‏، فلما رأى عمرو ذلك بعث إلى معاوية بن حديج السكوني‏، وفي رواية‏ أخرى تقول لما رأى عمرو بن العاص كنانة سرح إليه الكتائب من أهل الشام كتيبة بعد كتيبة وكنانة يهزمها فاستنجد عمرو بمعاوية بن حديج السكوني فسار في أصحابه وأهل الشام فأحاطوا بكنانة‏، فلما رأى كنانة ذلك ترجل عن فرسه وترجل أصحابه وقرأ‏‏ “وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا” إلى قوله‏ “‏ وسنجزي الشاكرين ” فقاتل حتى قتل بعد أن قتل من أهل الشام مقتلة عظيمة.

 

فلما رأى أصحاب محمد بن أبى بكر ذلك تفرقوا عنه فنزل محمد عن فرسه ومشى حتى انتهى إلى خربة فأوى إليها وجاء عمرو بن العاص ودخل الفسطاط وخرج معاوية بن حديج في طلب محمد ابن أبي بكر فسأل قوما كانوا على الطريق فقال‏ هل رأيتم رجلا من صفته كذا وكذا فقال واحد منهم‏‏ قد دخل تلك الخربة، فدخلوها فإذا برجل جالس فقال معاوية بن حديج‏‏ هو ورب الكعبة فدخلوها واستخرجوه وقد كاد يموت عطشا فأقبلوا به على الفسطاط ووثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق إلى عمرو بن العاص وكان في جنده فقال‏ أيقتل أخي صبرا فأرسل عمرو إلى معاوية بن حديج يأمره أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر كرامة لأخيه عبد الرحمن بن أبي بكر.

 

فقال معاوية‏‏ أيقتل كنانة بن بشر وأخلي أنا محمدا‏‏ هيهات هيهات‏،‏ فقال محمد‏ بن أبى بكر اسقوني ماء فقال معاوية بن حديج‏‏ لا سقاني الله إن سقيتك قطرة إنكم منعتم عثمان الماء ثم قتلتموه صائما فتلقاه الله بالرحيق المختوم والله لأقتلنك يا ابن أبي بكر فليسقك الله من الجحيم فقال محمد بن أبى بكر لمعاوية‏ يا بن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك وأما والله لو كان سيفي بيدي ما بلغتم بي هذا فقال له معاوية‏ أتدري ما أصنع بك أدخلك في جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار فقال محمد‏ إن فعلتم ذلك لطالما فعلتموه بأولياء الله تعالى ثم طال الكلام بينهما حتى أخذ معاوية محمدا ثم ألقاه في جيفة حمار ميت ثم حرقه بالنار وقيل‏ إنه قطع رأسه وأرسله إلى معاوية بن أبي سفيان بدمشق.

 

وطيف به وهو أول رأس طيف به في الإسلام‏، ولما بلغ السيدة عائشة رضي الله عنها قتل أخيها محمد بن أبي بكر هذا وجدت عليه وجدا عظيما وأخذت أولاده وعياله وتولت تربيتهم‏، وقال أبو مخنف ولما بلغ الإمام علي بن أبي طالب مقتل محمد بن أبي بكر وما كان من الأمر بمصر وتملك عمرو بن العاص لها واجتماع الناس عليه وعلى معاوية قام في الناس خطيبا فحثهم على الجهاد والصبر والسير إلى أعدائهم من الشاميين والمصريين وواعدهم الجرعة بين الكوفة والحيرة‏،‏ فلما كان من الغد خرج يمشي إليها حتى نزلها فلم يخرج إليه أحد من الجيش فلما كان العشي بعث إلى أشراف الناس فدخلوا عليه وهو حزين كئيب فقام فيهم خطيبا فقال.‏

 

الحمد لله على ما قضى من أمر وقدر من فعل وابتلاني بكم وبمن لا يطيع إذا أمرت ولا يجيب إذا دعوت أو ليس عجيبا أن معاوية يدعو الجفاة الطغام فيتبعونه بغيرعطاء ويجيبونه في السنة المرتين والثلاث إلى أي وجه شاء‏‏ وأنا أدعوكم وأنتم أولو النهى وبقية الناس على المعونة وطائفة من العطاء فتتفرقون عني وتعصونني وتختلفون علي‏،‏ فقام مالك بن كعب الأرحبي فندب الناس إلى امتثال أمر الإمام علي والسمع والطاعة له‏، فانتدب ألفان فأمر عليهم مالك بن كعب هذا، وقال له الإمام علي‏ رضى الله عنه،‏ سر فوا لله ما أظنك تدركهم حتى ينقضي أمرهم فسار بهم خمسا ثم قدم على الإمام علي جماعة ممن كان مع محمد بن أبي بكر الصديق بمصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى