المرأةمقال

المرأة تسعي نحو دورها الاقتصادي لبناء الوطن

المرأة تسعي نحو دورها الاقتصادي لبناء الوطن

المرأة تسعي نحو دورها الاقتصادي لبناء الوطن

بقلم/ د. عبير فرح

لقد انتهى الزمن الذي يفرق أو يقلل من دور المرأة في الحياة الإقتصادية، او يضع لها قيودا” اوعراقيل في أي مجتمع كان ، وأي دولة او مجتمع لا يؤمن لغاية الأن بأن المرأة هي نصف المجتمع ويعمل على المساواة بينها وبين الرجل سيؤدي إلى ضعف في النمو الإقتصادي والإنمائي ، وكذلك سيؤدي إلى ضعف العائد الذي يمكن أن يجنيه ذلك الإقتصاد.

فالعديد من الدول التي استبعدت المرأة في الماضي عن الحياة الإقتصادية وحرمتها من القيام بأي نشاط في المجتمع بسبب عادات ومعتقدات موروثة قديمة كما كان منتشرًا في الصين والهند وغيرها، ادى الى شل قدرة الاقتصاد ومنعته من النهوض والنمو.

فا المرأة اثبتت اليوم وعن جدارة بأنها قادرة على وضع بصماتها في كافة المجالات المهنية مهما كانت صعوبتها،ولا ننكر ما قد انجزته خلال العقود السابقة من طفرات وتوازن إقتصادي في العديد من الدول حول العالم.

ففي ظل التطور العلمي والفكري في عصرنا هذا، وفي ظل الأبحاث والتجارب السابقة فقد اثبت علميا وواقعيا بأن دورالمرأة يساهم بشكل فعال في تنشيط العجلة الإقتصادية ونموها و لا يقل قيمة” وانتاجية عن دورالرجل في الحياة لا بل هو اهم واسمى واقوى بكثيرمما نتوقعه.

اذا تعمقنا بأفكارنا ونظرنا بعين خالية من الذكورية والعنصرية سنجد ان المرأة هي أكثر من نصف المجتمع.. هي من ينجب وهي من يزرع بذور المعرفة والعلم في عقول الأجيال الصاعدة . هي من يعمل نصف عمرها من دون أجر. هي ان احسنت التربية ستقدم للمجتمع علماء وأطباء ومهندسيين وفلاسفة ومبتكرين وعباقرة بالمجان ليينهضو ويطوروا أوطانهم.

وهي أيضا تنجز الأعمال وتشارك الرجل في الحياة الإقتصادية وتعمل على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، وبشهادة وتأكيد العديد من الخبراء في الاقتصاد بأن زيادة مشاركة المرأة في المجتمع وانخراطها في سوق العمل كانت القوة الرئيسية للنمو خلال العقدين الماضيين، ويؤكدون أن مساهمة المرأة في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي يزيد على ما تحققه الابتكارات التكنولوجية الجديدة ، ولو تم إضافة قيمة عمل المرأة في المنزل ورعاية الأطفال، فإن إجمالي مساهمتها في الناتج المحلي العالمي ستزيد على النصف….

إن المرأة اليوم تنافس بشكل فعلي الرجل في بعض بلدان العالم كما هو حاصل في الولايات المتحدة حيث بلغت نسبة الأعمال التجارية التي تملكها سيدات أعمال حوالي 40% من إجمالي الأعمال التجارية في أميركا. وهنّ رائدات أعمال لشركات كبيرة استطعن تنمية ثرواتهن بإستقلالية ومن دون الإعتماد على أي جهة.

أما في دولنا العربية يختلف مدى نمو دور المرأة في المجتمع من بلد لآخر. على سبيل المثال نرى أن المجتمع السعودي لا يزال يعاني من عائق في مشاركة المرأة في الاقتصاد ولا تزال نسب المشاركة ضئيلة مقارنة بمجتمعات أخرى ولا ننكر بأنه بتصاعد سريع نظرا للرؤية المستقبلية.

بينما نرى بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على زيادة حصة المرأة من القوى العاملة؛ حيث تشغل النساء 66% من وظائف القطاع العام وهي واحدة من أعلى النسب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك %30 من المناصب القيادية العليا المرتبطة بأدوار صنع القرار، كما وأن المرأة تشغل 75% من القوى العاملة في قطاعي التعليم والصحة.

لذا فإن دور المرأة في عصرنا هذا لا يقل شأن عن دور الرجل وتحديدا المرأة العاملة وسيدات الاعمال ان ما تعانيه المرأة في ظل التقلبات الإقتصادية العالمية هو نفسه ما يعانيه المجتمع بأسره.

اما بما يخص الصعوبات التي تواجه المرأة

في عصرنا هذا استطيع ان اقول بأن المرأة تخطت الكثير من العراقيل التي كانت تقف حاجز امام دخولها عالم الأعمال وأمام تطورها المهني وخصوصا العراقيل الإجتماعية، وتقبل المجتمع لها في بيئة العمل، لاننا اليوم نرى المرأة في كافة مجالات الأعمال وهي ناجحة بإمتياز،واثبتت ذلك عن جدارة ،ولكن يبقى هنالك بعض الصعوبات والتحديات التي تعيق عدد كبير من النساء في المجتمع من المضي قدما لتحقيق اهدافهن.

فهنا اقول بالصوت العالي ان اكبر تحدي تعيشه بعض النساء في مجتمعنا واكبر هاجس يقف عائق أمام حياتها المهنية واكبر صنم يقف امام تطورها ونجاحها هو ( الخوف ) . والخوف له اكثر من وجه … هنالك من تخاف الفشل وهنالك من تخاف المغامرة وهنالك من تخاف من كلام الناس وهنالك من تخاف من نفسها .وغيرها من المخاوف التي تفقد المرأة بسببها ثقتها بنفسها.

هذا كله أمر طبيعي خصوصا في مجتمعاتنا العربية تحديدا . وهو يعود للموروث في حياة المرأة و لطريقة تربيتها وحياة أمها وجدتها وأقوال البيئة التي تنتمي إليها وما تم زرعه في فكرها منذ الصغر، هذا كله يولد لديها حاجز كبير أمام نجاحها وتحقيق ذاتها. فالعادات التي تحملها بعض الثقافات قد تجعل النساء لا يملكن الدرجة المطلوبة من الثقة والإيمان بالنفس بما يمكنهن من الالتزام بعملٍ إبداعي مهم، فبدلاً من ذلك يقبلن بالعمل ضمن الأعمال الأقل أهمية ويكن راضيات بذلك؛ فالعديد منهن يتوجهن للعمل الأسهل وتنفيذ الأفكار الإبداعية لغيرهنّ من الأشخاص.

دائما ما أقول أن المرأة هي عدوة نفسها اذا خرجت من دائرة الموروث وسعت لتحقيق أهدافها وأحلامها بكل جد وأحترافية فالنجاح حتما حليفها. لان النجاح في حياتنا هو عبارة عن قرارنتخذه ونؤمن به فيصبح واقع ويتجلى بحياتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى