مقال

نفحات إيمانية ومع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء، ولا تحمل الأسرة وحدها العبئ في مجال غرس القيم والفضائل، ومن ثم فإن المدرسة والمسجد يسهمان بدور بارز في هذا المجال، ويتضمن المنهج الإسلامي نظاما متكاملا للحياة الإنسانية بصفة عامة في كل تصرفات الإنسان وسلوكه، فقد وضح المصالح التي عليه أن يسلكها والمفاسد التي عليه أن يتجنبها، وأظهر كل دقائق الحياة التربوية والاجتماعية للفرد والمجتمع، فالدين الإسلامي دين قيم وضوابط سلوكية مادية ومعنوية، وتعتبر القيم بجانبها الإيجابي والسلبي محددات لسلوك الأفراد والجماعات، وما أحوج النشئ في واقعنا المعاصر إلى التربية القيمية الإسلامية، من خلال المناهج والأنشطة داخل المدارس والجامعات.

 

وما أحوج شباب المجتمعات الإسلامية في الحاضر إلى من يوجههم، ويرشدهم نحو الالتزام بالمبادئ والقيم عن طريق الأسرة، ثم يكون الدعم وتعهد الغرس بالعناية من خلال المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام إذ إن تعزيز القيم يدخل ضمن الأهداف الأساسية للمؤسسات التربوية، فالمدارس لها دور فعال في الحفاظ على القيم، فلا تقتصر فقط على التوجيه والإرشاد والتعلم، بل لا بد من تطبيق القيم التربوية داخل المؤسسات التربوية، وكذلك غرسها في نفوس النشئ حتى يتم الأخذ بها في الحياة العملية فيما بعد، فالقيم تزكي النفس وتهذبها، وتنظم حياة الطلاب، وتساعدهم على التوافق والتكيف مع المجتمع، وعدم المعرفة بالقيم يؤدي إلى التورط في أعمال تعود عليهم بالندم.

 

ولذلك تركز المؤسسات التربوية على تزويد المتعلمين بالقيم، وهكذا تكون الوصية بضرورة إعادة النظر في اختيار القيم بما يتناسب مع خصائص المرحلة العمرية، وتحديات العصر وواقع المجتمع وتطوراته، وضرورة زيادة وعي المعلم بأهمية القيم بمختلف أبعادها وتصنيفها لتكون جزءا من مهامه أثناء التدريس يركز على غرسها في نفوس الناشئة، فتعد مرحلة البلوغ من أهم مراحل حياة الإنسان لأنها السن الذي يتحدد فيها مستقبله إلى حد كبير، وهي الفترة التي يمر فيها بكثير من الصعوبات، أو يعاني من الصراعات والقلق، ويمكن أن ينجرف الفرد في هذا السن إذا لم يجد من لا يأخذ بيده، ويعاونه في تخطي هذه العقبات، وعلى ذلك فإن الرعاية والاهتمام بالناشئ .

 

من أوجب المطالب التربوية، حيث يشكل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة فترة حرجة يمكن استغلالها من قبل المربين لتهيئة الناشئة في مرحلة البلوغ اجتماعيا، كما تعتبر هذه المرحلة همزة وصل بين مرحلة البلوغ المبكرة والمتأخرة، علما بأنه لا يمكن وضع خط فاصل بين مراحل العمر المختلفة، إلا أن أبرز ما تمتاز به هذه المرحلة يتمثل في استيقاظ إحساس الفرد بذاته وكيانه، وفي ظهور القدرات الخاصة لديه، وأن الطفل الإيجابي هو الذي يمتلك توازنا داخليا وخارجيا، ولديه القدرة في التحكم بعواطفه ونوباته العصبية كالغضب والفرح، بالإضافة إلى أنه الطفل الذي يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم، وأن الأطفال في الأصل يتمتعون بصفة إيجابية منذ ولادتهم.

 

وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم “كل مولود يولد على الفطرة” ويجب على الأسرة أن تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية، كما أن رد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته، وأيضا عدم إغفال دور المدرسة، ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكا للأسرة في هذا الأمر، وإن من المعروف أن كل شيء يعرف بضده، وعندما نتحدث عن بعض السلوكيات الأسرية الإيجابية التي تقوم بها الأسرة، فلا يمكن أن ننسى أن هناك أيضا سلوكيات سلبية من الممكن أن يقع فيها الأبوان، وخاصة أن الطفل يعايشهما طوال النهار ويرى هذه السلوكيات السلبية، وبالتالي تتكون لديه شخصية سلبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى